80

Al-istidʿāf wa-aḥkāmuhu fī al-fiqh al-islāmī

الاستضعاف وأحكامه في الفقه الإسلامي

Publisher

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

المتأخر من كل واحد منهما مبني على متقدمة، دل على ذلك الاستقراء، وذلك إنما يكون بيان مجمل، أو تخصيص عموم، أو تقييد مطلق، أو تفصيل ما لم يفصل، أو تكميل ما لم يظهر تكميله" (١). لقد كانت المرحلة المكية تأسيسًا ومنطلقًا لما بعدها، وكان لتلك المرحلة أهميتها في الإسلام، حتى أنه كان يؤرخ للصحابة ﵃ بتلك المرحلة (٢).
إن "كل مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية، وكل مرحلة تسلم إلى المرحلة التي تليها. . فهو -أي الإسلام- لا يقابل الواقع بنظريات مجردة. كما أنه لا يقابل مراحل هذا الواقع بوسائل متجمدة" (٣).
مما مضى يمكن القول بأن المرحلة المكية كانت تمثل حالة الاستضعاف الكلي، ولا يلزم حالة وقوع استضعاف كلي في أي زمن من الأزمان في مكان ما تطبيق كل ما كان قائمًا من أحكام في المرحلة المكية، إذ لكل زمان ظروفه، كما أن لكل مكان طبيعته الخاصة به، كما أن فقه الاستضعاف لا يعني بأي حال من الأحوال العودة للمرحلة المكية بكل أحكامها وآثارها.
* * *

(١) الموافقات، ٣/ ٤٠٦.
(٢) ومن الأمثلة على ذلك: "وأسلم حاطب بن عمرو قبل دخول رسول اللَّه ﷺ دار الأرقم"، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ١/ ٩٢. وفي خبر إسلام حمزة ﵁: "أسلم في السنة الثانية من البعث، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول اللَّه ﷺ دار الأرقم، في السنة السادسة من مبعثه"، المرجع السابق، ١/ ١٠٩. وفي خبر إسلام عمر ﵁: "أسلم عمر بعد دخول رسول اللَّه ﷺ دار الأرقم، بعد أربعين رجلًا أو نيف وأربعين من رجال ونساء"، تهذيب الأسماء واللغات، محيى الدين بن شرف النووي، بيروت: دار الفكر، ط ١، ١٩٩٦ م، ١/ ٤٨٩.
(٣) معالم في الطريق، سيد قطب، الكويت: الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، ط ١، ١٩٧٨ م، ص ٥٧.

1 / 84