Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Genres
سنبله، فنبت في جوانبه، ﴿فآزره﴾ أي: فقواه وأعانه وشده في النبات والاستواء، ﴿فاستغلظ﴾ أي: صار ذلك الزرع غليظًا بعد أن كان رقيقًا، وشب وطال [فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ] أي: فاستتم وتكامل على سوقه، أي: على قصبه وأصوله وأعواده، ﴿يعجب الزراع﴾ أي: يعحب هذا الزرع زارعه، لقوته وحسن منظره، وكماله واستوائه وحسنه واعتداله، وكثافته وغلظه (١).
قال أهل التفسير: وهذا مثل ضربه الله تعالى لأصحاب النبي ﷺ، أي: فكذلك أصحاب النبي ﷺ آزروه وأيدوه ونصروه، فهم معه، كالشطء مع الزرع (٢).
قال الإمام القرطبي: يعني: أنّهم يكونون قليلًا ثم يزدادون ويكثرون، فكان النبي ﷺ حين بدأ بالدعاء إلى دينه ضعيفًا، فأجابه الواحد بعد الواحد حتى قوي أمره، كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفًا فيقوى حالا بعد حال حتى يغلظ نباته وأفراخه، فكان هذه من أصح مثل وأقوى بيان (٣).
وقال العلامة المنصوري: المثل ضربه الله تعالى لأصحابه، كانوا قلة في بدء الإسلام ثم كثروا واستحكموا فترقى أمرهم يومًا فيومًا بحيث أعجب الناس شأنَهم ودينهم وكامل قوتِهم.
_________
(١) مراجع سابقة.
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٢١٩
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٦/ ٢٥٠
1 / 63