286

Al-Iṣāba fī al-dhabb ʿan al-Ṣaḥāba ﷺ -

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Genres

كلمة (كذبت يا عمر) (١)
كلا والله، كنتم مع رسول الله ﷺ يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ﷺ وأسأله، ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك، قال: فلما جاء النبي ﷺ قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا فقال رسول الله ﷺ: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان، قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالًا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله ﷺ، قال أبو بردة فقالت أسماء: فلقد، رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني (٢)
[٨] ومن هذا الباب ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه:
أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ

(١) قال الإمام النووي: قولها عمر ﵁ (كذبت أي أخطأت، وقد استعملوا كذب بمعنى أخطأ، قولها (وكنا في دار البعداء البغضاء) قال العلماء: البعداء في النسب، البغضاء في الدين، لأنّهم كفار إلا النجاشي، وكان يستخفي بإسلامه عن قومه، ويوري لهم .. النووي: شرح مسلم ١٦/ ٢٩٨
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل جعفر وأسماء وأهل سفينتهم (٢٥٠٢ - ٢٥٠٣)

1 / 297