Al-Iṣāba fī al-dhabb ʿan al-Ṣaḥāba ﷺ -
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Genres
إنّها كلمات تهز الوجدان، أغضبت الرحيم الرحمن، كيف لا، وقد جاء في لفظ أنه قال: يا معشر القراء، ما بالكم أجبن منا، وأبخل إذا سئلتم، وأعظم لفحًا إذا أكلتم؟
نعم، إنه النفاق، فهنا يدفع الله سبحانه ويدافع عن عباده المؤمنين المخلصين فيقول سبحانه: [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ
إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ]
التوبة ٦٥ - ٦٦.
قال عبد الله بن عمر ﵄: فأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله ﷺ تنكبه، وهو يقول: يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، والنبي ﷺ يقول ﴿أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: بينما رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، وبين يديه ناس من المنافقين فقالوا: أيرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام وحصونها؟ هيهات هيهات، فاطلع الله نبيه على ذلك، فقال نبي الله ﷺ: احبسوا على هؤلاء الركب، فأتاهم فقال: قلتم كذا، قالوا: يا نبي الله إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله تعالى فيهم ما تسمعون.
قال الإمام الشوكاني: وقد روي نحو هذا من طرق عن جماعة من
1 / 249