Al-Iṣāba fī al-dhabb ʿan al-Ṣaḥāba ﷺ -
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Genres
وقيل: يوفقهم.
قال الإمام الشوكاني: والجملة مستأنفة؛ لبيان هذه المزية الحاصلة للمؤمنين من رب العالمين، وأنه المتولي للمدافعة عنهم (١)
وللدفاع عن الصحابة أوجه متعددة، منتظمة في المباحث التالية:
المبحث الأول: دفاع الله ﷾ عن أصحاب نبيه ﷺ
تمهيد: الله جل وعلا، هو الولي الناصر، استنصر به الأولون والسابقون، والآخرون واللاحقون والأنبياء والصالحون، فجاء نصره، وأُنجز وعده، وصُدّق عبده، قال عن نبيه نوح ﵇: [فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] القمر ١٠ - ١٤
[قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ] المؤمنون ٢٦ - ٢٧
[وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ
(١) الشوكاني: فتح القدير: ٣/ ١٣١، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٢٣٥، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٢/ ٦٥، أبو حيان: البحر المحيط: ٧/ ٥١٤، المنصوري: المقتطف: ٣/ ٤٣٦، الشنقيطي: أضواء البيان: ١٢٣٢
1 / 236