206

Al-Imām al-Ashʿarī ḥayātuhu wa-aṭwāruhu al-ʿaqdiyya

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Publisher

دار الفضيلة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الرياض

Genres

بالصفات الاختيارية، وإن من صفات كماله تعالى أنه لم يزل متكلمًا إذا شاء، وهذا الذي قال به الإمام أحمد والبخاري وغيرهما وردوا على الكلابية الذين ينكرون هذا (^١). ثم قال أصحاب هذا القول: والظاهر أن تأويل الأشعري للآية ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء: ٢] اشتهر عند الأشاعرة الذين التزموا هذا الأصل (^٢).
الرد على هذه الملاحظة
١ - لاشك بأن القول الراجح في تفسير الآية بأنه القرآن، ولكن من حق الأشعري كإمام أن يختار القول الراجح عنده من بين هذه الأقوال؛ لأن القول بأن المقصود بالذكر هنا السنة، ليس تأويلًا كما ذكروا بل هو القول الثاني لأهل السنة، أورده أئمة من أئمة أهل السنة عند تفسيرهم للآية، فمثلًا الإمام البغوي ذكر عند تفسيره للآية بأنه القرآن ثم قال: وقيل الذكر المحدث ما قاله النبي ﷺ وبينه من السنن والمواعظ (^٣). كذلك فعل الإمام أبو المظفر

(^١) انظر: الدرء ٢/ ٢٩١.
(^٢) (انظر موقف ابن تيمية من الأشاعرة ١/ ٤٠٤.
(^٣) (انظر تفسير البغوي ٥/ ٣٠٩ عند تفسيره للآية ٢ من سورة الأنبياء.

1 / 213