لأنه يدل على وصف الله بالنقص، فكذلك الإرادة والكلام، يقول في الإبانة: (يقال لهم [أي للمعتزلة]: ألستم تدعون أن الله تعالى لم يزل عالمًا؟ فمن قولهم: نعم، قيل لهم: فلم لا قلتم: إن مالم يزل عالمًا أنه يكون في وقت من الأوقات لم يزل مريدًا أن يكون في ذلك الوقت، ومالم يزل عالمًا أنه لا يكون فلم يزل مريدًا أن لا يكون، وإنه لم يزل مريدًا أن يكون ما علم كما علم؟ (^١). ثم قال: (فإن قالوا: لا يجوز أن يكون علم الله محدثًا، لأن من لم يكن عالمًا ثم علم لحقه النقصان، قيل لهم: ولما لا يجوز أن تكون إرادة الله محدثة مخلوقة، لأن من لم يكن مريدًا ثم أراد لحقه النقصان، وكما لا يجوز أن تكون إرادته تعالى محدثة مخلوقة كذلك لا يجوز أن يكون كلامه محدثًا مخلوقًا (^٢)، ثم قالوا: وقد يَتَبَادَرُ إلى الذهن أنه قصد الرد على من قال بخلق القرآن - وهذا حق - لكنه قصد أيضًا المنع من أن الله يتكلم بكلام بعد كلام بإرادته ومشيئته، وأن الله يريد إذا شاء، متى شاء وعلل ذلك بأنه يلزم منه أن يلحقه النقصان (^٣).
الرد على هذه الملاحظة من وجوه:
(^١) انظر الإبانة بتحقيقي ص: ٤٨٨، ٤٨٩.
(^٢) انظر الإبانة بتحقيقي ص: ٤٨٩، ٤٩٠.
(^٣) انظر الموقف ١/ ٤٠١ - ٤٠٢.