تربية منه ﷺ لأصحابه جميعًا، ولمن بلغته هذه النصوص إلى يوم الدين.
وغير ذلك من النصوص التي ربّى بها محمد ﷺ أصحابه فقد كان يحثهم على الإنفاق، ويذكر من فضائله ما يشوق النفوس والقلوب، وكان يحث على الاستعفاف عن المسألة، ويذكر لهم فضل الصبر والقناعة، وكان يرغبهم في العبادات بما فيها من الفضائل والأجر والثواب، وكان يربطهم بالوحي النازل من السماء ربطًا موثقًا يقرؤه عليهم ويقرؤونه؛ لتكون هذه الدراسة إشعارًا بما عليهم من حقوق الدعوة، فضلا عن ضرورة الفهم والتدبر.
وهكذا رفع ﷺ معنوياتهم، ودربهم على أعلى القيم والمثل حتى صاروا صورة لأعلى قمة من الكمال الإنساني.
بمثل هذا استطاع النبي ﷺ أن يبني مجتمعًا مسلمًا أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ، وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلا بعد أن كان يعيش في ظلمات الجهل والخرافات، فأصبح مجتمعًا يضرب به المثل في جميع الكمال الإنساني، وهذا بفضل الله وحده، ثم بفضل هذا النبي الحكيم، فَحَريٌّ بالدعاة إلى الله أن يسلكوا مسلكه، ويهتدوا بهديه ﷺ (١).
٥ - ميثاق المهاجرين والأنصار وموادعة اليهود: بعد أن قام رسول الله ﷺ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، عقد معاهدة أزاح بها كل ما كان من حزازات الجاهلية والنزعات القبلية، ولم يترك مجالًا لتقاليد الجاهلية، وقد وضع في هذه المعاهدة ميثاقًا للمهاجرين والأنصار متضمنًا موادعة اليهود بالمدينة، وهذا من أبرز الجهود التي بذلها ﷺ في الإصلاح والتأسيس.
كتب رسول الله ﷺ كتابًا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه اليهود،