في هذا الكلام خطآن:
ثم يقول سعادته: "ومن المعروف أن ابن تيمية في هجومه على الشيعة كان يقصد فرقة الغلاة منهم التي سماها الرافضة، وكان يوجه نقده على الأخص لجماعة الباطنيين أو التعليميين منهم مع ذلك لما ورثت الحركة الوهابية اتجاه ابن تيمية وسعت شقة الخلاف بين السنة والشيعة عامة، وغالت في تصوير الشيعة على الإطلاق، وأصبحت الفجوة كبيرة في النزاع المذهبي بين السنة والشيعة منذ القرن الثامن عشر الميلادي، بل أصبحت أشد من ذي قبل، وكانت زيادة الفجوة على هذا النحو أثرًا سلبيًا للدعوة الوهابية"١.
وفي هذا الكلام خطآن: خطأ على ابن تيمية ﵀، وخطأ على الحركة الوهابية.
أما الخطأ على ابن تيمية ففي ادعاء أنه لم يقصد في هجومه على الشيعة إلا فرقة الغلاة منهم وهم الروافض لاسيما جماعة الباطنية أو التعليمية.
فإن ابن تيمية ﵀ لا يقر التشيع في أي صورة من صوره، غاليًا كان أو معتدلًا، ويعتبره انحرافًا عن جادة الحق، واتباعًا لغير سبيل المؤمنين.
لاسيما والشيعة كلهم يشتركون في مبادئ عامة بعيدة عن روح الإسلام، كالقول بالرجعة والتقية وعصمة الأئمة وسب الصحابة ونحو ذلك.