Al-Hadith al-Mawdu'i - Madinah University
الحديث الموضوعي - جامعة المدينة
Publisher
جامعة المدينة العالمية
Genres
«إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل» وأخبر أنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
وقال الشعبي: لا تقومُ الساعة حتى يصير العلمُ جهلًا والجهل علمًا، وهذا كله من انقلاب الحقائق، في آخر الزمان وانعكاس الأمور، وفي صحيح الحاكم عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار، ويرفعَ الأشرار» وفي قوله ﷺ: «يتطاولُونَ في البنيان» دليل على ذمِّ التباهي والتفاخر؛ خصوصًا بالتطاول في البنيان، ولم يكن إطالةُ البناء معروفًا في زمن النبي ﷺ وأصحابه بل كان بنيانهم قصيرًا بقدر الحاجة.
وروى أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان» خرجه البخاري، وخرج أبو داود من حديث أنس بن مالك ﵁: «أن النبي ﷺ خرج فرأى قبةً مشرفةً، فقال: ما هذه؟ قالوا: هذه لفلان رجل من الأنصار، فجاء صاحبُها، فسلم على رسول الله ﷺ فأعرض عنه، فعل ذلك مرارًا، فهدمها الرجل» وخرجه الطبراني من وجه آخر عن أنس أيضًا وعنده. فقال النبي ﷺ: «كل بناء، وأشار بيده هكذا على رأسه أكثر من هذا فهو وبال».
وقال حريث بن السائب عن الحسن: "كنت أدخل بيوت أزواج النبي ﷺ في خلافة عثمان بن عفان ﵁ فأتناول سقفها بيدي". وروي عن عمر أنه كتب: "لا تطيلوا بناءكم؛ فإنه شر أيامكم" وقال يزيد بن أبي زياد: قال حذيفة لسلمان -يعني: سلمان الفارسي ﵃ جميعًا- ألا نبني لك مسكنًا يا أبا عبد الله؟ قال: لم لتجعلني ملكًا؟ قال: لا، ولكن نبني لك بيتًا من قصب، ونسقفه بالبواري إذا
1 / 123