103

Al-Fawāʾid al-dhahabiyya min Siyar Aʿlām al-Nubalāʾ j. 2

الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

Publisher

دار الشريف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قال: فاذكر من عام القرآن وخاصه شيئًا؟
قلت: قال تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ﴾ [البقرة: ٢٢١].
فاحتمل المراد بها العام فقال تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] فعلمنا أن مراده بالآية الأولى خاص، أراد: ولا تنكحوا المشركات غير الكتابيات من قبلكم حتى يؤمن.
قال: ومن المحصنات؟
قلت: العفائف.
قال: بل المتزوجات.
قلت: الإحصان في اللغة: الإحراز، فمن أحرز شيئًا فقد أحصنه، والعتق يحصن المملوك لأنه يحرزه عن أن يجري عليه ما على المماليك، والتزويج يحصن الفرج لأنه أحرزه عن أن يكون مباحًا والعفاف إحصان للفرج.
قال: ما عندي الإحصان إلا التزويج.
قلت له: منزل القرآن يأبى ذلك .. قال تعالى: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ [التحريم: ١٢] أي أعفته، وقال تعالى: ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ﴾ [النساء: ٢٥] عفائف.
قال: فقد قال في الإماء ﴿فَإِذَا أُحْصِنَّ﴾ [النساء: ٢٥] وهن عندك قد يكن عفائف.
قلت: سماهن بمتقدم إحصانهن قبل زناهن قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ﴾ [النساء: ١٢] وقد انقطعت العصمة بالموت يريد اللاتي كن أزواجكم.
قال: يا شيخ: أنت تلوذ.

1 / 104