Al-Faiq fi Ghareeb al-Hadith wal Athar

Al-Zamakhshari d. 538 AH
19

Al-Faiq fi Ghareeb al-Hadith wal Athar

الفائق في غريب الحديث والأثر

Investigator

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الثانية

Publisher Location

لبنان

فِي الحَدِيث لَا تجْعَلُوا ظهوركم كأخايا الدَّوَابّ. هِيَ جمع آخية وَهِي قِطْعَة حَبل تُدفن طرفاها فِي الأَرْض فتظهر مقل العروة فتشد إِلَيْهَا الدَّابَّة وَتسَمى الآري والإدرون وَهَذَا الْجمع على خلاف بنائها كَقَوْلِهِم فِي جمع لَيْلَة لَيَال. وَجَمعهَا القياسي أواخي كأواري. وَقِيَاس وَاحِد الأخايا أخية كألية وألايا كَمَا أَن قِيَاس وَاحِد اللَّيَالِي ليلاة. أَرَادَ تقوسوها فِي الصَّلَاة حَتَّى تصير كهذه العُرى. جَوف اللَّيْل الآخر فِي سم. الْهمزَة مَعَ الدَّال النَّبِي ﷺ قَالَ للْمُغِيرَة بن شُعْبَة ﵁ وخطب امْرَأَة لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا. الْأدم الْأدم والإيدام الْإِصْلَاح والتوفيق. من أَدَم الطَّعَام وَهُوَ إِصْلَاحه بالإدام وَجعله الْأدم مُوَافقا للطعام. لَو هَذِه فِي معنى لَيْت وَالَّذِي لَاقَى بَينهمَا أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي معنى التَّقْدِير. وَمن ثمَّ أجيبت بِالْفَاءِ كَأَنَّهُ قيل ليتك نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ وَالْغَرَض الْحَث على النّظر. وَمثله قَوْلهم لَو تَأتِينِي فتحدثني على معنى ليتك تَأتِينِي فتحدثني. وَالْهَاء فِي قَوْله فَإِنَّهُ رَاجِعَة إِلَى الْمصدر نظرت كَقَوْلِهِم من أحسن كَانَ خيرا لَهُ. وَقَوله أَن يُؤْدم أَصله بِأَن يُؤْدم فحذفت الْبَاء وحذفها مَعَ أنْ وأنّ كثير. وَالْمعْنَى فَإِن النّظر أولى بالإصلاح وإيقاع الأُلفة والوفاق بَيْنكُمَا وَيجوز أَن تكون الْهَاء ضمير الشَّأْن. وَأَحْرَى أَن يُؤْدم جملَة فِي مَوضِع خبر أَن. نعم الإدام الْخلّ. هُوَ اسْم لكل مَا يؤتدم بِهِ ويصطبغ وَحَقِيقَته مَا يُؤْدم بِهِ الطَّعَام أَي

1 / 29