Al-Faiq fi Ghareeb al-Hadith wal Athar

Al-Zamakhshari d. 538 AH
12

Al-Faiq fi Ghareeb al-Hadith wal Athar

الفائق في غريب الحديث والأثر

Investigator

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الثانية

Publisher Location

لبنان

إتب النَّخعِيّ إِن جَارِيَة لَهُ قَالَ لَهَا كَثِيرَة زنت فجلدها خمسين وَعَلَيْهَا إتب لَهَا وَإِزَار. هُوَ البقيرة وَهِي بردة تبقر أَي تُشق فتلبس بِلَا كمين وَلَا جيب. الْهمزَة مَعَ الثَّاء أثل النَّبِي ﷺ قَالَ فِي وَصِيّ الْيَتِيم يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا. أَي غير متخذ إِيَّاه لنَفسِهِ أثلة أَي أصلا كَقَوْلِهِم تديرت الْمَكَان إِذا اتخذته دَارا لَك وتبنيته وتسريتها وتوسدت ساعدي. وَمِنْه حَدِيث عمر إِن رَسُول الله ﷺ أمره فِي أرضه بِخَيْبَر أَن يحبس أَصْلهَا ويجعلها صَدَقَة فَاشْترط فَقَالَ وَلمن وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا ويؤكل صديقا غير متأثل وروى غير مُتَمَوّل. أثر خطب فِي حجَّته أَو فِي عَام الْفَتْح فَقَالَ أَلا إِن كل دمٍ ومالٍ ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمي هَاتين مِنْهَا دم ربيعَة بن الْحَارِث إِلَّا سدانة الْكَعْبَة وسقاية الْحَاج. المأثرة واحة المآثر وَهِي المكارم الَّتِي تُؤثر أَي تروي يَعْنِي مَا كَانُوا يتفاخرون بِهِ من الْأَنْسَاب وَغير ذَلِك من مفاخر أهل الْجَاهِلِيَّة. سدانة الْكَعْبَة خدمتها وَكَانَت هِيَ واللواء فِي بني عبد الدَّار والسقاية والرفادة إِلَى هَاشم فأُقرَّ ذَلِك فِي الْإِسْلَام على حَاله. وَإِنَّمَا ذكر أحد الشَّيْئَيْنِ دون قرينه أَعنِي السدَانَة دون اللِّوَاء والسقاية دون الرفادة لِأَنَّهُمَا لَا يفترقان وَلَا يَخْلُو أَحدهمَا من صَاحبه فَكَانَ ذكر الْوَاحِد متضمنا لذكر الثَّانِي. وَهَذَا اسْتثِْنَاء من المآثر وَإِن احتوى الْعَطف على ثَلَاثَة أَشْيَاء. وَنَظِير قَوْلك جَاءَتْنِي بَنو ضبة وَبَنُو الْحَارِث وَبَنُو عبس إِلَّا قيس بن زُهَيْر. وَذَلِكَ لِأَن الْمَعْنى يَدعُوهُ إِلَى مُتَعَلّقه. قَوْله تَحت قدمي عبارَة عَن الإهدار والإبطال يَقُول الموادع لصَاحبه

1 / 22