113

Al-Fāʾiq fī gharīb al-ḥadīth waʾl-athar

الفائق في غريب الحديث والأثر

Editor

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار المعرفة

Edition Number

الثانية

Publisher Location

لبنان

وَالْمعْنَى الْأَمر باستقباء النَّفس وَألا يلق ﴿بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ والتحرز من المتالف وَالْهَاء مُلْحقَة للسكت نهى عَن التبقر فِي الْأَهْل وَالْمَال.
بقر التبقر: تفعل من بقر بَطْنه إِذا شقَّه وفتحه فَوضع مَوضِع التَّفَرُّق والتبدد. وَالْمعْنَى النَّهْي عَن أَن يكون فِي أهل الرجل وَمَاله تفرق فِي بِلَاد شَتَّى فَيُؤَدِّي ذَلِك إِلَى توزع قلبه. وَهَذَا التَّفْسِير معنى قَول ابْن مَسْعُود ﵁: فَكيف بِمَال براذان ومالٍ بِكَذَا قَالَ أَبُو مويهبة ﵁: طرقني رَسُول الله ﷺ فَقَالَ: يَا أَبَا مويهبة إِنِّي قد أُمرت أَن أسْتَغْفر الله لأهل البقيع فَانْطَلَقت مَعَه فَلَمَّا تفوه البقيع قَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم. فِي كَلَام ذكره.
بقع المُرَاد بَقِيع الْغَرْقَد: مَقْبرَة بِالْمَدِينَةِ. تفوه أَي دخل فوهته وَهِي مدخله يُقَال: تفوهت الزقاق وَالسِّكَّة. أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان ﵁ قَالَ أبوموسى الْأَشْعَرِيّ حِين أَقبلت الْفِتْنَة بعد مَقْتَله: إِن هَذِه الْفِتْنَة باقرة كداء الْبَطن لايدري أَيْن يُؤْتى لَهُ
بقر أَي صادعة للأُلفة شاقة للعصا وَشبههَا فِي تعذر تلافيها وَالْحِيلَة فِي كشفها بداء
بقر الْبَطن الَّذِي أعضل وأعيت مداواته. أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ ﵇ حمل على عَسْكَر الْمُشْركين فَمَا زَالُوا يبقطون.
التبقط التبقيط: الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي وَالْكَلَام. وَيُقَال: بقَّط فِي الْجَبَل وبرقط: أسْرع فِي صُعُوده وَالْمعْنَى تعادوا إِلَى الْجبَال منهزمين. معَاذ ﵁ بَقينَا رَسُول الله ﷺ ذَات لَيْلَة فِي صَلَاة الْعشَاء

1 / 123