187

Al-Bustān fī Iʿrāb Mushkilāt al-Qurʾān

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Editor

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

وخِفافٍ (^١)، والجَذيذ بمعنى المجذوذ، وهو المكسور (^٢).
ثم استثنى كبيرَ الأصنام، فقال: ﴿إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ﴾ يعني: كَسَّرَ الأصنامَ إلا كبيرَها ﴿لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (٥٨)﴾ الهاء عائدةٌ على إبراهيم ﵇ (^٣) أي: يرجِعون إلى دينه، وإلى ما يدعوهم إليه من عبادة ربه، لوجوب الحُجّة عليهم في عبادة ما لا يَدفَع عن نفسه.
قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ﴾ يعني: لإبراهيم ﵇ ﴿إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾ أي: زيادةً، والنافلة: ما كان زيادةً على الفرض، ويقال لولَد الولد: نافلةٌ لأنه زيادةٌ علي الولد؛ لأنّ إبراهيم ﵇ دعا بإسحاقَ فاستُجيب له وزِيدَ يعقوبَ ﵇، و﴿نَافِلَةً﴾ نصبٌ على المصدر (^٤).
قوله: ﴿وَكُلًّا﴾ يعني: إبراهيمَ ويعقوبَ ﴿جَعَلْنَا صَالِحِينَ (٧٢)﴾ يريد:

= وثابٍ، ينظر: السبعة ص ٤٢٩، تفسير القرطبي ١١/ ٢٩٧، النشر ٢/ ٣٢٤، البحر المحيط ٦/ ٣٠١، الإتحاف ٢/ ٢٦٥.
(^١) ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٦، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٨٦، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٥، ٣٩٦، تهذيب اللغة ١٠/ ٤٦٩، تفسير غريب القرآن للسجستاني ص ١٠٥، شمس العلوم ٢/ ٩٤٣.
(^٢) ينظر: إعراب القراءات السبع ٢/ ٦٣، الوسيط ٣/ ٢٤٢، عين المعاني ورقة ٨٤/ أ.
(^٣) يعني الهاء في ﴿إِلَيْهِ﴾ وهذا قول الزجاج، وقيل: هي عائدة على ﴿كَبِيرُهُمْ﴾، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٦، زاد المسير ٥/ ٣٥٨، البحر المحيط ٦/ ٣٠١، عين المعاني ورقة ٨٤/ أ، الدر المصون ٥/ ٩٥.
(^٤) الأرجح أن ﴿نَافِلَةً﴾ منصوب على الحال؛ لأنه بمعنى الزيادة وهي يعقوب، أما ما ذكره المؤلف من انتصابه على المصدر فيتجه على أن النافلة بمعنى العطية، فيكون مصدرًا من معنى العامل ﴿وَهَبْنَا﴾؛ لأن الهبة والعطية متقاربان، فهو مصدر كالعاقبة والعافية، ينظر: التبيان للعكبري ص ٩٢٢، البحر المحيط ٦/ ٣٠٥، الدر المصون ٥/ ٩٩.

1 / 195