67

Al-Anwar Al-Nu'maniyah fi Al-Da'wa Al-Rabbaniyah

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

Publisher

مطبعة السلام

Edition Number

الأولي

Publication Year

٢٠١١ م

Publisher Location

ميت غمر

Genres

٠٠ وفي ذلك الحين ما زالوا يشربون الخمر لأنها حُرمت في المدينة، وما صاموا رمضان لأن الصوم فرض في السنة الثانية للهجرة٠٠ وما حجوا لأن الحج فرض في السنة التاسعة للهجرة. والله ﷾ يخاطبهم: ﴿وَعِبَادُ الرّحْمَنِ﴾ فكانت فيهم العبودية الكاملة لله تعالي من أول يوم، بل من أول لحظة ٠٠ وتجلي ذلك عليهم عندما نزل عليهم ألوان العذاب، بسبب إسلامهم، ولم يتراجعوا عن عبوديتهم لله تعالي ٠٠ فمشقة القيام بالصلاة والصيام والزكاة والحج وتلاوة القرآن، لا يذكر بجانب العذاب الذي وقع عليهم، مثل الذي وقع علي (بلال وصهيب وعمار بن ياسر وأسرته وخباب والمقداد). يا الله! أي عبودية أجمل من عبودية مجدها الله ﷿ ﴿يَمْشُونَ﴾ فالمشي علي الأرض لتذكير الغافلين، هو عند الله أعظم عبودية بالنهار، كما أن أعظم عبودية لموسي ﵇ مشيه في النهار لدعوة فرعون ﴿اذْهَبْ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ﴾ (١). ﴿يَمْشُونَ﴾ فعل يفيد الحال والاستقبال ٠٠ يعني هذا شأنهم، هذا مقصد حياتهم٠٠ عمل يومي وحتى الموت. ما أجملها من صفات ﴿يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْنًا﴾ يمشون علي الأرض

(١) سورة طه – الآية٢٤، والنازعات الآية ١٧.

1 / 67