Al-Andalus: From Conquest to Fall
الأندلس من الفتح إلى السقوط
Genres
خطة عبد الرحمن بن معاوية لدخول الأندلس
بدأ عبد الرحمن بن معاوية يخطط لدخول الأندلس في سنة (١٣٦هـ) بما يلي: أولًا: أرسل مولاه بدر إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم في بلاد الأندلس.
ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض الأندلس عن طريق مولاه بدر.
والحق أن كثيرًا من الناس كانوا يحبون الدولة الأموية منذ عهد ولاية معاوية بن أبي سفيان على الشام في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب، وخلافة عثمان بن عفان وخلافة علي بن أبي طالب ﵃ أجمعين، فقد كان أهل الشام جميعًا، وكان المسلمون في أقطار العالم الإسلامي المختلفة يحبون بني أمية حبًا شديدًا على مر العصور، فقد اشتهر بنو أمية بالسخاء الشديد، والسياسة والحكمة واكتساب الناس، وحسن معاملتهم والجهاد في سبيل الله، ونشر الدين، وفتح البلاد وما إلى ذلك من الأمور، فكان لبني أمية في داخل بلاد الأندلس كثير من المريدين والمحبين من القبائل الأخرى المختلفة.
ثالثًا: في ذكاء شديد راسل البربر يطلب معونتهم ومساعدتهم.
وقد كان البربر على خلاف كبير جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرق بين العرب والبربر، فالبربر يريدون أن يتخلصوا من حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.
رابعًا: بدأ يراسل كل الأمويين في الحجاز وفي مصر وفي السودان وفي أماكن كثيرة جدًا من الأرض التي هربوا إليها، ويعرض عليهم فكرته، وأنه يعزم على دخول بلاد الأندلس، ويطلب معونتهم ومددهم وهكذا بدأ يجمع الناس ويجمع الأفكار معه لتنفيذ فكرة عجيبة جدًا، وهي أن يدخل وهو وحيد بمفرده مستصحبًا لعزمه فقط إلى أرض الأندلس، وهذا أمر في منتهى الغرابة جدًا، وهذا كان في سنة (١٣٦هـ) وكان قد بلغ من العمر (٢٣) عامًا.
وبالفعل بدأ في تجميع الأعوان حتى سنة (١٣٨هـ) أي: أن مدة التجميع استغرقت سنتين.
وفي سنة (١٣٨هـ) يأتي له رسول من عند مولاه بدر من الأندلس يقول له: إن الوضع قد تجهز لاستقبالك هناك في بلاد الأندلس، فيقول له: ما اسمك؟ فيقول: اسمي غالب التميمي، فاستبشر باسمه فقال: الحمد لله! غلبنا وتم أمرنا.
وبدأ يعد العدة ويجهز السفينة التي تأخذه منفردًا إلى بلاد الأندلس، فركب السفينة ونزل على ساحل الأندلس بمفرده، فاستقبله مولاه بدر، وانطلق معه إلى قرطبة، وكان يحكم هذه البلاد في هذه الآونة يوسف بن عبد الرحمن الفهري.
4 / 11