28

Al-Aḍwāʾ waʾl-shuʿāʿ ʿalā Kitāb al-Iqnāʿ

الأضواء والشعاع على كتاب الإقناع

Publisher

دار خضر

Edition

الأولى

Publication Year

1419 AH

Publisher Location

مكة المكرمة

والآخرين من كل صنف. وقال: أحمد بن سعيد الرازي: ما رأيت أحفظ لحديث رسول الله ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد. قال الخلال: كان أحمد إذا تكلم في الفقه تكلم كلام رجل قد انتقد العلوم فتكلم عن معرفة، قال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي البغدادي: ومن عجيب ما تسمعه عن هؤلاء الجهال أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه لكنه محدث وهذا غاية الجهل لأنه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم وخرج عنه من دقيق الفقه ما ليس نراه لأحد منهم، وانفرد بما سلموه له من الحفظ وشاركهم وربما زاد على كبارهم، ثم ذكر ابن عقيل مسائل دقيقة مما استنبطه الإمام ثم قال: ومما وجدنا من فقه الإمام ودقة علمه أنه سئل عن رجل نذر أن يطوف بالبيت على أربع، قال يطوف طوافين ولا يطوف على أربع، فانظروا إلى هذا الفقه كأنه نظر إلى المشي على أربع فرآه مثله وخروجاً عن صورة الحيوان الناطق إلى التشبيه بالبهائم فصانه وصان البيت والمسجد عن الشهرة ولم يبطل حكم القضية في المشي على اليدين بل أبدلها بالرجلين اللتان هما آلة المشي، ثم ذكر مسائل من هذا القبيل ثم قال: ولقد كانت نوادر أحمد نوادر بالغة في الفهم إلى أقصى طبقة وقال: مَنْ هذا فقهه واختياراته لا يح بالمنصف أن يقضي منه في هذا العلم وما يقصد هذا إلا مبتدع قد تمزق فؤاده من حمول كلمته وانتشار علم أحمد حتى أن أكثر العلماء يقولون: أصلي أصل أحمد، وفرعي فرع فلان، - فحسبك ممن يرضى به في الأصول قدوة.

28