277

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

Investigator

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

محاسنَه ناويًا بذلك أن يكون هذا أقربَ إلى قَبول قوله واعتماد ما يذكُره، أو أن هذا الكلام الذي أقوله لا تجدونه عند غيري فاحتفظوا به، أو نحو ذلك، وقد جاء في هذا المعنى ما لا يحصى من النصوص، كقول النبيّ ﷺ: ٨١٤ - " أنا النَّبِي لا كَذِبْ ".
٨١٥ - " أنا سَيِّدُ وَلَد آدَم ".
" أنا أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ ".
" أنا أعْلَمُكُمْ باللَّهِ وأتْقاكُمْ ".
٨١٦ - " إني أبِيتُ عنْدَ ربي ".
وأشباهه كثيرة، وقال يوسف ﷺ: " (اجْعَلْني على خَزَائِنِ الأرْضِ إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف: ٥٥] وقال شعيب ﷺ: (سَتَجِدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) [القصص: ٢٧] .
٨١٧ - وقال عثمان ﵁ حين حُصر ما رويناه في " صحيح البخاري " أنه قال: ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ قال: " مَنْ جَهّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ (١) فَلَهُ الجَنَّةُ؟ فجهّزتهم، ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ قال: مَنْ حَفَرَ بِئرَ رُومَة (٢) فَلَهُ الجَنَّةُ، فحفرتها؟ فصدّقوه بما قال ".
٨١٨ - وروينا في " صحيحيهما " عن سعد بن أبي وقاص ﵁ أنه قال حين شكاه أهل الكوفة إلى عمرَ بن الخطاب ﵁ وقالوا: لا يُحسن يصلي، فقال سعد: والله إنّي لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله تعالى، ولقد كنّا نغزو مع
رسول الله ﷺ ... وذكر تمام الحديث.
٨١٩ - وروينا في " صحيح مسلم " عن عليّ ﵁ قال: " والذي فلق الحبَّة وبرأَ النسمةَ، إنه لعهدُ النبيّ ﷺ إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمنٌ ولا يبغضني إلا منافق ".
قلتُ: بَرَأَ مهموز معناه: خلق، والنسمة: النفس.

(١) العسرة ضد اليسرة: وهي غزوة تبوك.
سميت بذلك لأنها كانت في زمن شدّة الحرّ وجدب البلاد وإلى شقة بعيدة وعدد كثير، فجهز عثمان سبعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا.
وقيل غير ذلك.
وجاء إلى النبيّ ﷺ بألف دينار.
(٢) هي بضم الراء وسكون الواو، لما دخلَ رسولُ اللَّه ﷺ المدينة لم يكن بها ماء عذب غير بئر رومة.
فقال: " مَن اشترى بئر رومة " أو قال " مِنْ حفرَها فله الجنة " فحفرها واشتراها بعشرين ألف درهم وسبَّلَها على المسلمين.
ذكره الكرماني وغيره.
(*)

1 / 279