265

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

Investigator

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

٧٦٩ - وروينا في كتاب ابن السني عن البراء بن عازب ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: " إنَّ المُسْلِمَيْنِ إذَا الْتَقَيا فَتَصَافَحَا وَتَكَاشَرَا بِوُدٍّ وَنَصِيحَةٍ تَنَاثَرَتْ خَطاياهُما بَينَهُما ".
وفي رواية: " إذَا الْتَقَى المُسْلِمانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ تَعالى وَاسْتَغْفَرَا، غَفَرَ اللَّهُ ﷿ لَهُمَا ".
٧٧٠ - وروينا فيه (٢) عن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: " مَا مِنْ عَبْدَيْنِ مُتَحابَّيْنِ في اللَّهِ، يَسْتَقْبِلُ أحَدُهُما صَاحِبَهُ فَيُصَافِحَهُ، فَيُصَلِّيانِ على النَّبِيّ ﷺ إِلاَّ لَمْ يَتَفَرَّقَا حتَّى تُغْفَرَ ذُنُوبهُمَا ما تَقَدَّمَ منْها وَما تَأخَّرَ ".
٧٧١ - وروينا فيه عن أنس أيضًا، قال: ما أخذ رسولُ الله ﷺ بيدِ رجلٍ ففارقه حتى قال: " اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ ".
فصل:
ويُكره حنْيُ الظهر في كل حال لكل أحد (٣)، ويدلّ عليه ما قدَّمنا في الفصلين المتقدمين من حديث أنس، وقوله: " أينحني له؟ قال: لا " وهو حديث حسن كما ذكرناه، ولم يأت له معارض، فلا مصيرَ إلى مخالفته، ولا يغترّ بكثرة مَن يفعله ممّن يُنسب إلى علم أو صلاح وغيرهما من خصال الفضل، فإن الاقتداء إنما يكون برسول الله ﷺ، قال الله تعالى: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ (٤) وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فانتهوا)

(١) أي لابن السني، وكذلك رواه أبو داود في " سننه "، لكن قال: واستغفراه، فكان العزو إلى أبي داود أولى.
(٢) أي في ابن السني، وإسناده ضعيف، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " من رواية أبي يعلى، وصدره ب " روي " وسكت عليه في آخره، وذلك دلالة على ضعفه.
قال ابن علاّن: قال الحافظ في
" الخصال المكفره للذنوب المقدمة والمتأخرة ": أخرجه ابن حبّان في كتاب الضعفاء. اهـ.
أقول: والحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه لكن ليس فيه التقليد بالصلاة على النبي ﷺ ولا بغفران ما تقدم وما تأخر.
(٣) ومن العلماء من حرمه، وكذلك يحرم السجود بين يدي المشايخ، ولا يشكل قوله تعالى حكاية عن إخواة يوسف (ورفع أبوية على العرش وخروا له سجدا) لأن ذلك شرع من قبلنا، وقد جاء شرعنا بمنعه قال ابن الجوزي في " زاد المسير ": كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعل الأعاجم، قال: وكان أهل ذلك الدهر يحيى بعضهم بعضا بالسجود والانحناء، فحظره النبي ﷺ، فروى أنس بن مالك قال: قال رجل: شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه.
(٤) والآية وإن كانت في الفئ والغنيمة إلا أن ما يومئ إليه من تلقي ما جاء به الرسول بالقبول والانتهاء عما = (*)

1 / 267