167

Al-Adhkar by An-Nawawi

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط

Investigator

عبد القادر الأرنؤوط ﵀

Publisher

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

قلت: السِّبتية: النعل الذي لا شعرَ عليها، وهي بكسر السين المهملة وإسكان الباء الموحدة، وقد أجمعت الأمة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودلائله في الكتاب والسنّة مشهورة والله أعلم. (بابُ البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك) ٤٩٠ - روينا في " صحيح البخاري " عن ابن عمرَ ﵄، أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه - يعني لما وصلوا الحِجْرَ ديارَ ثمود -: " لا تَدْخُلُوا على هَؤُلاءِ المُعَذَّبينَ إِلاَّ أنْ تَكُونُوا باكِينَ. فإنْ لَمْ تَكُونُوا باكينَ، فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ لا يُصيبُكُم ما أصَابَهُمْ " (١) . كتاب الأذكار في صلوات مخصوصة (بابُ الأذكارِ المستحبّةِ يومَ الجمعة وليلتها والدُّعاء) يُستحبّ أن يُكْثرَ في يومها وليلتها من قراءة القرآن والأذكار والدعوات، والصلاة على رسول الله ﷺ، ويقرأ (سورة الكهف) في يومها. قال الشافعي ﵀ في كتاب " الأُم ": وأستحبُّ قراءتَها في ليلة الجمعة. ٤٩١ - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة ﵁، أن رسولُ الله ﵌ ذكرَ يومَ الجمعة فقال: " فيهِ ساعَةٌ لا يُوَافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسألُ اللَّهَ تَعالى شَيْئًا إِلاَّ أعْطاهُ إيَّاهُ " وأشار بيده يقللها. قلت: اختلفَ العلماءُ من السلف والخلف في هذه الساعة، على أقوال كثيرة

المصنف في " المجموع ": المشهور من مذهبنا أنه لا يُكره المشي بين المقابر بالنعلين ونحوهما، فممن صرح بذلك الخطابي والعبدري وآخرون: ونقله العبدري عن أكثر العلماء، وقال أحمد: يُكره. قال: واحتجّ أصحابنا بحديث أنس مرفوعًا: إنَّ العَبْد إذَا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه يسمع قَرْعَ نعالهم، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وأجابوا عن حديث ابن الخصاصية بوجهين: أحدهما وبه أجاب الخطابي: أنه يشبه أنه كرهما لمعنى فيهما، لأن النعال السبتية نعال أهل الرفاهية والتنعم، فنهي عنها لما فيها من الخيلاء، والثاني: لعلّ كان فيها نجاسة، وبهذا يُجمع بين الحديثين. (١) ورواه مسلم رقم (٢٩٨٠) في الزهد والرقائق، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إِلاَّ أنْ تَكُونُوا باكين، واللفظ لمسلم، ورواه أيضًا أحمد وغيره، وقد أغفل الإمام النووي رواية مسلم. (*)

1 / 169