65

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Investigator

خالد بن عثمان السبت

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

عَلَى أَنْ لَيْسَ عِدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ ... إِذَا رَجَفَ الْعِضَاهُ (^١) مِنَ الدَّبُورِ (^٢) يعني أن القتلى التي قَتَلَهَا بكليب من بني بكرِ بنِ وائلٍ لا تُماثِلُهُ في الشرفِ ولا تُسَاوِيهِ، وإنما كَسَرَ العينَ لأنهم من جنسٍ واحدٍ. وهذا معنى قوله: ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾. ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ أصلُ النصرِ في لغةِ العربِ إعانةُ المظلومِ. ومعنى هنا ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ أي: ليس لهم مُعِينٌ يَدْفَعُ عنهم عذابَ اللَّهِ. وفي هذه الآيةِ الكريمةِ سؤالٌ عربيٌّ معروفٌ، وهو أن يقولَ طالبُ العلمِ: أَفْرَدَ الضميرَ في قولِه: ﴿وَلَا يُقْبَلُ منهَا﴾ ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا﴾ أَفْرَدَهُ مؤنثًا، وَجَمَعَهُ مُذَكَّرًا في قولِه: ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ مع أن مَرْجِعَ هذه الضمائرِ واحدٌ؟ (^٣). الجوابُ ظاهرٌ، لأن قولَه: ﴿لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ نكرةٌ في سياقِ النفيِ، والنكرةُ في سياقِ النفيِ تَعُمُّ (^٤)، وعمُومُها يجعلُها شاملةً لكثيرٍ من أَفْرَادِ النفوسِ، فَأَنَّثَ الضميرَ وَأَفْرَدَهُ في قولِه: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا﴾ ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا﴾ نَظَرًا إلى لفظِ النفسِ، وَجَمَعَ الضميرَ المذكرَ في قولِه: ﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ نظرًا إلى معنَى النكرةِ في

(^١) العِضاه من الشجر: كل شجر له شوك، وقيل: ما عظُم من شجر الشوك وطال واشتد شوكه، وقيل غير ذلك، انظر: اللسان (مادة: عضه) (٢/ ٨٠٨). (^٢) هي ريح تهب من جهة الغرب تقابل الصَّبا. ويقال: تُقبل من جهة الجنوب ذاهبة نحو المشرق. انظر: المصباح المنير (مادة: دبر) ص٧٢ (^٣) انظر: البحر المحيط (١/ ١٩١). (^٤) انظر: البحر المحيط في أصول الفقه (٣/ ١١٠، ١١٨)، شرح الكوكب المنير (٣/ ١٣٦)، أضواء البيان (٥/ ٣٦٢)، (٦/ ١٣٠).

1 / 69