الإمام الشافعي
ولد رضي الله عنه بغزة، ومات بمصر سنة 204ه بعد أن أقام بها أربع سنينن. وكان سنه حين مات 54 سنة. وليس غرضنا أن نتكلم عنه من الوجهة التشريعية، فإن لذلك مجالا غير هذا المجال، غير أنه لا يفوتنا بهذه المناسبة أن نقرر أن كتاب «الأم» الذي ينسب إليه ليس له، وإنما هو من تأليف البويطي كما نص الغزالي في الإحياء.
والذي يهمنا الآن: هو أن نصور الشافعي كما تصوره الغزالي، أي من الوجهة الصوفية، فقد كان رضي الله عنه معروفا بالتقوى، ونسيان الذات، حتى ليقول: «وددت لو أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي منه حرف».
نماذج من كلامه
وإلى القارئ نماذج من كلماته التي جرت مجرى الأمثال. قال رضي الله عنه: «أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه ورغب في مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه. المراء في العلم يقسي القلب، ويورث الضغائن، من لم تعزه التقوى فلا عز له. سياسة الناس أشد من سياسة الدواب. لو علمت أن الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته. ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته. من علامة الصادق في أخوة أخيه أن يقبل علله، ويسد خلله، ويغفر زلله. لا تشاور من ليس في بيته دقيق. لا تقصر في حق أخيك اعتمادا على مروءته، ولا تبذل وجهك إلى من يهون عليه ودك. من نم لك نم عليك. من نظف ثوبه قل همه، ومن طاب ريحه زاد عقله».
المزني
هو الإمام أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني. ولد سنة 175ه وتوفي سنة 264ه تلقى العلم عن الشافعي وصار من ناشري مذهبه. وكان الشافعي يقول فيه: «لو ناظر الشيطان لغلبه!» ونقل السبكي عن عمرو بن عثمان المكي: «ما رأيت أحدا من المتعبدين في كثرة من لقيت منهم أشد اجتهادا من المزني، ولا أدوم على العبادة منه، وما رأيت أحدا أشد تعظيما للعلم وأهله منه، وكان من أشد الناس تضييقا على نفسه في الورع، وأوسعهم في ذلك على الناس».
حرملة
هو حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة ولد سنة 166ه، وتوفي سنة 243ه، وهو من تلامذة الشافعي ورواة حكمه. قال السبكي: «وقد ينفرد حرملة في بعض المسائل ويخرج عن المذهب تأصيلا وتفريعا، كما قد يفعل ذلك المزني وغيره في بعض الأحايين».
المحاسبي
Unknown page