نيسابور
قال ياقوت: هي مدينة عظيمة. ذات فضائل جسيمة. معدن الفضلاء ومنبع العلاء. لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها. ثم قال: ومن الري إلى نيسابور مئة وستون فرسخا. ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا، ومن سرخس إلى مرو الشاهجان
5
ثلاثون فرسخا. ثم قال: وأكثر شرب أهل نيسابور من قنى تجري تحت الأرض، ينزل إليها في سراديب مهيأة لذلك، فيوجد الماء تحت الأرض، وليس بصادق الحلاوة، ثم قال: وعهدي بها كثيرة الفواكه والخيرات وبها ريباس ليس في الدنيا مثله، تكون الواحدة منه مئا وأكثر، وقد وزنوا واحدة فكانت خمسة أرطال بالعراق، وهي بيضاء صادقة البياض كأنها الطلع، ثم قال: وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه والأمير عبد الله بن كريز في سنة 31 صلحا. وبنى بها جامعا، وقيل إنها فتحت في أيام عمر رضي الله عنه على يد الأحنف بن قيس، وإنما انتقضت في أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية.
وقد خرج من نيسابور عدد كبير من أئمة العلم أشهرهم الحافظ الإمام أبو علي الحسين علي النيسابوري، الذي رحل في طلب العلم والحديث. وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور سنة 337 وهو ابن ستين سنة وقد توفي سنة 349.
وقد أكثر الشعراء من ذم نيسابور. فمن ذلك قول أبي الحسن الإستراباذي:
لا قدس الله نيسابور من بلد
سوق النفاق بمغناها على ساق
يموت فيها الفتى جوعا وبرهم
والفضل ما شئت من خير وأرزاق
Unknown page