253

Akhlaq Cinda Ghazali

الأخلاق عند الغزالي

Genres

وللدكتور منصور رسالة عن الغزالي نال بها الدكتوراه من جامعة باريس، فلرأيه في الغزالي قيمة خاصة. وهو لا يعد خصما للغزالي ولا نصيرا له، وإنما يشكره على ما أداه للعلم من الخدمات. (2) رأي الشيخ علي عبد الرازق

الأستاذ الشيخ علي عبد الرازق رجل ممتاز من بين رجال هذا العصر، وقد تلقينا عنه دروس الأدب والبيان في الأزهر منذ اثني عشر عاما، وأماليه في علم البيان دليل على عقليته النادرة. ولو مضى في التأليف لأصبح قليل الأمثال.

وقد درس الغزالي بعناية، وهو يقف إزاءه موقف الحياد، ويقرر أن الغزالي أوجد حركة فكرية في العالم الإسلامي. أما قيمة هذه الحركة فتختلف باختلاف الأنظار، فمن الناس من يراها ضارة ومنهم من يراها نافعة، ولا يزالون مختلفين. (3) رأي الشيخ يوسف الدجوي

الأستاذ الشيخ يوسف الدجوي عالم من هيئة كبار العلماء، وهو ذو نفوذ كبير في الأزهر والمعاهد الدينية، وأكثر العلماء الممتازين اليوم من تلامذته. ومن الخطأ أن تعرفه من مؤلفاته، لأنها مع قلتها ضعيفة، ولأن الفرق بعيد بين ما يقوله في دروسه الخاصة وبين ما يدونه في تلك المصنفات، إذ كان يريد أن يصل بكتبه إلى أفهام الجماهير، ومن هنا فقدت هذه الكتب قيمتها العلمية. ورسالته الصغيرة في تفسير قوله تعالى:

لا يسأل عما يفعل

1

تجعلنا نأسف كثيرا على هجره لهذا الأسلوب البديع، وإقباله على خطة الترغيب والترهيب، التي تذكرنا بكتاب الإحياء.

ويكاد يعد الشيخ الدجوي خليفة للغزالي في هذا العصر، ففيه تقريبا كل خصائصه، من القدرة، والإخلاص، وقوة النفوذ، وبغض الفلسفة، والحذر من أن يتجاوز العقل ما له من الحدود. (4) رأي الشيخ جاد المولى

الأستاذ محمد بك جاد المولى من نوابغ هذا العصر. تخرج من دار العلوم سنة 1906 وكان ترتيبه الثاني، فسافر في أول بعثة أرسلها دولة سعد باشا زغلول حين كان وزيرا للمعارف في سنة 1907 فقضى ثلاث سنين في الكلية الجامعة بمدينة ردنج. ثم عين في سنة 1910 مساعدا لأستاذ اللغة العربية بجامعة أكسفورد وقضى بها ثلاث سنين. ثم عاد في سنة 1913 فعين في قلم الترجمة بوزارة الأشغال فقضى بها ثلاث سنين. وفي سنة 1916 نقل إلى الديوان العالي، وظل في خدمة الملك إلى سنة 1922 حيث نقل مفتشا بوزارة المعارف العمومية.

وقد انتدبته الوزارة مع حضرة الأستاذ عبده خير الدين ليشتركا في الامتحان الذي تقدمت له في الجامعة المصرية. ويذكر الجمهور أن الأستاذ جاد المولى بك كان يتأجج غيرة على الغزالي، وقد ناقشني بشدة في كل الموضوعات التي خالفت فيها الغزالي. فبدا لي بعد الامتحان أن أحادثه عن الغزالي من جديد، فتوجهت إلى منزله لهذه الغاية، فتفضل وأطلعني على المحاضرات التي كان ألقاها عن الغزالي في سنة 1918 فرأيته يفضله على كثير من الفلاسفة المحدثين منهم والقدماء.

Unknown page