175

Akhlaq Cinda Ghazali

الأخلاق عند الغزالي

Genres

5 «ولا يمنع من صور الأشجار وسائر النقوش سوى صورة الحيوان. وأما الصور التي على النمارق، والزرابي المفروشة، فليس منكرا. وكذا على الأطباق والقصاع، لا الأواني المتخذة على شكل الصور، فقد تكون رؤوس بعض المجامر على شكل طير فذلك حرام يجب كسر مقدار الصورة منه(؟)».

على أن كلمة الغزالي لم تكن واحدة فيما يخص البناء والزخرفة، فقد رأيت كيف بين أن تشييد البنيان، وكل ما تزخرف به الدنيا كرهه ذوو الدين، ومع هذا قال بعد: «وفعل ذلك ممن له كثير ليس بحرام، لأن التزيين من الأغراض الصحيحة. ولم تزل المساجد تزين وتنقش أبوابها وسقوفها مع أن نقش الباب والسقف لا فائدة فيه إلا مجرد الزينة فكذا الدور».

وإذا كان التزين من الأغراض الصحيحة، فكيف تكون صناعته غير مهمة؟

6

خلاصة هذا البحث

نرى مما سبق أن النقش مكروه وأنه لا يجوز تصوير الحيوان، ولا حرج في استعمال النمارق والزرابي المصورة، بصورة الحيوانات طبعا، لأنها موضوع الاستثناء. ويظهر أنها استثنيت لأن الصور فيها ستصير ممتهنة بالاستعمال، وعلى الأخص الأطباق والقصاع. وهو يتبع في هذا الرأي جمهور الفقهاء، إذ يرون التصوير داعيا إلى الوثنية. وقد نهوا عما يذكر بعبادة الأوثان.

ولا يفوتنا في ختام هذا الباب أن ننبه إجمالا على أن الغزالي لم يعن بتربية الأذواق وهذه الآراء التي قدمناها له في الفنون الجميلة تدل على إهماله هذا الجانب من بناء الأخلاق.

ومما يلاحظ أنه يغشي النظرات الدقيقة في كتبه بأخبار وأقاصيص تحمل القارئ حملا على ازدراء الزهادة، والإخلاد إلى الخمود. وأكرر ما قلته غير مرة من أن في هذا الشطط شيئا من الحق، وهو الحرص البالغ على السلامة، والنفرة المطلقة من مواطن الشبهات. ولهذا القصد محاسن، وفيه كذلك كثير من العيوب.

الفصل الثالث

تربية الأطفال

Unknown page