فإذا مرنت نفسك على الانتباه استفدت كثيرا مهما كان عقلك غليظا.
العادة هي التي تخفف عنك جميع أثقال الحياة، فتتحمل المشقات وترضى بحالتك التي أنت فيها.
العادة هي التي تعلمك الانتباه، إذا تعودته تأتيه بدون أقل كلفة.
وهنا يجب أن يهب المعلم إلى نجدتك، فالانتباه لا يكون إلا حيث تكون اللذة والرغبة، فعلى الأستاذ أن يجعل دروسه لذيذة بما يبثه فيها من شخصيته الجذابة. إذا كانت له شخصية.
ومن هنا جاء التصفيق بالأيدي للخطيب المجيد، وبغيرها للمحاضر البائس.
إن قراءة الكتب اللذيذة تسترعي انتباهنا، وتسوقنا بعصاها إلى حيث تريد، ولا يمكن إلا أن ننتبه إذا كنا نقرأ كتابا يستهوينا ويرغبنا.
هذه رءوس أقلام وفيها بعض الكفاية الآن وسوف لا ننقطع عنك يا أمل الأم والأمة.
العائلات المستورة
إنها كواكب نيرة تهاوت من علياء سمائها، وشهب خبت أنوارها المتقدة، ونسور نبل وكرم شل الدهر أجنحتها، فسقطت من أعالي معاقلها الحصينة، فأبت عليها أنفتها أن تزحف مع خشاش الأرض، فانزوت وفي القلب حسرة، وفي العين دمعة تفجرها الذكرى. تنظر إلى معاقلها بعين مكسورة، ثم تحني رأسها لتنسجم مع واقع حالها راضية بما كتب الله لها.
إن العائلات المستورة هي ذلك النسر الذي قلما يدرك الناس هول فجيعته. فهم لا يرونه على رفارف الشوارع، ولا على أبواب المنتديات مادا يده؛ لأنه لا يحتمل أن يقف سائلا بعدما كان مسئولا، ويأبى أن تكون يده السفلى بعدما كانت العليا، فهو يصبر ويصبر مرددا قول المثل: «خليها في القلب تجرح، ولا تخرج من الفم فتفضح!»
Unknown page