فقلت: الخير كثير.
فقال: المال مثل الأولاد، لا أحد يغني عن أحد.
فتركته حين أجهش بالبكاء، ومشيت وأنا أقول: لو عرفت أن الرجل عنده مأتم لألف عزيز يفارقونه غدا لما جئت صوبه في هذه الضيقة.
ثم انفجرت ضاحكا وأنا أخرج من الباب وقلت: هذا لم يحظ به الجاحظ حين سمى بخلاءه أصحاب الجمع والمنع.
مع الشمس
تحية أيتها الطالعة من وراء جبالنا لتلقي علينا ابتسامتها المحيية. ابتسامة الأمل لطفلها.
داست أقدام الأجيال رءوس السنين، واضمحلت الدهور وسحقت شعوبا لا تحصى، وأنت لا يزال شبابك يتجدد.
هرمت الآثار وانسحقت تحت حوافر خيل الزمان الجامحة، وأنت ما لا تزالين ضاحكة مبتسمة. ضاحكة من عظمة الإنسان وسرعة فنائه. ضاحكة من كبريائه وعجرفته. هازئة بعظائمه الزائلة كالظل.
في العصور الغابرة نازعت الخالق الألوهية، واغتر بجمالك الإنسان، فطأطأ لك الرأس، وعفر الجبين بالتراب.
حسب في جمالك الباهر قوة الخالق. ظن في ابتسامتك حياة وجود، ولا بدع أن عبدك، فكثيرون هم اليوم من يعبدون الجمال ويسجدون للابتسامة.
Unknown page