صوحان انما انت تهزل بلسانك وتفرح سلطانك وَمَا تنظر فِي الْأُمُور وَالْأَيَّام ونوادر الْكَلَام وَالله لقد هَمَمْت ان احملك خطب الْعرَاق فَقَالَ وَالله لَو رمت ذَلِك لغزوتك فِي مائَة أَمْرَد على مائَة ألف اجرد فَامْتَلَأَ مُعَاوِيَة غيظا واطرق طَويلا وَرفع رَأسه وَقَالَ لقد اكرم الله قُريْشًا اذ يَقُول لنَبيه مُحَمَّد ﷺ ﴿وَإنَّهُ لذكر لَك ولقومك وسوف تسْأَلُون﴾ فَقَالَ لَهُ صعصعة وَمَا قَالَ الله ﴿وَكذب بِهِ قَوْمك وَهُوَ الْحق﴾ أما القَوْل الأول فلرسول الله ولقومه من قرَابَته وَذريته وَأما القَوْل الثَّانِي فلك ولقومك وَمن شاكلهم
فَقَالَ مُعَاوِيَة قَاتلك الله لقد غلبتني سكت لَا أم لَك فَمَا أعجل جوابك واصعب خطابك مَا اظنك منتهيا حَتَّى افرق بَين روحك وجسدك قَالَ لَهُ صعصعة لَيْسَ ذَلِك اليك انما ذَلِك بيد من لَا يُؤَخر نفسا إِذا جَاءَ أجلهَا
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة لقد فقهكم عَليّ بن أبي طَالب ﵇ مَا تركْتُم حجَّة فَلَنْ تطاقوا وَلَوْلَا أنني لم اجرع بجرعة افضل من جرعة غيظ لم أمكنك من الْحَيَاة
1 / 31