٨٤ - سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْجِيزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعَيْبًا يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ بِمِنًى، فَقَدِمَ سُفْيَانُ سُلَيْمَانَ، وَوَقَفَ هُوَ قَائِمًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: قَدْ كَلَّمْتُهُ وَوَعَظْتُهُ، وَفَرَضٌ كَانَ فِي أَعْنَاقِنَا أَدَّيْنَاهُ مَعَ أَنَّهُ لا يَقْبَلُ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَبْتُهُ.
فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، فَدَخَلَ سُفْيَانُ فَأَمَرَهُ وَوَعَظَهُ، فَقَالَ: هَاهُنَا، فَقَالَ: لا أَطَأُ مَا لا تَمْلِكُهُ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، ادْرُجِ ادْرُجْ، فَدَرَجَ الْبِسَاطَ، ثُمَّ دَنَا فَكَلَّمَهُ وَوَعَظَهُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي مَسْأَلَةِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: مَا تَقُولُ فِيمَا أَنْفَقْتَ مِنْ أَمْوَالِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِلا إِذْنِهِمْ فِي سَفَرِكَ هَذَا؟ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْفَقَ سِتَّةَ عَشَرَ دِينَارًا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ، وَقَالَ: مَا أَرَانَا إِلا قَدْ أَجْحَفْنَا بِبَيْتِ الْمَالِ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، أَوْ غَيْرُهُ: تُكَلِّمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهَذَا! فَقَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ فُلانًا فُلانٌ، فِرْعَوْنَ هَامَانُ، أَوْ هَامَانُ فِرْعَوْنَ، وَأَهْلَكَ فُلانًا فُلانٌ، قَالَ: فَلَمَّا مَضَى، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُكَلِّمُكَ بِهَذَا! فَقَالَ: اسْكُتْ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ مَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ غَيْرُهُ.
1 / 76