44

Ahbar Salagiqat al-Rum

أخبار سلاجقة الروم

Publisher

المركز القومي للترجمة

Edition Number

الثانية

Publication Year

٢٠٠٧ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

حين خرج السلطان غياث الدين من بوّابة قونية، استقبل الأعيان والأشراف السلطان ركن الدين، فاعتذروا عما كان قد بدر منهم من تطاول، فقرأ الآية الكريمة: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ (^١)، من مصحف الإغضاء وسورة الإغماض،/ وضرب عن الماضي صفحا، ودخل المدينة بالطالع المسعود في ظل المظلّة الملكية الظليل، وأضفي على العرش الملكي- بعظمة قدومه- رسما وجمالا كسرويا. وبلغ به السخاء مبلغا جعله يوّزع خراج الجند لخمس سنوات كاملة- وكان قد تجمّع لديه دفعة واحدة- على الخاصّ والعامّ برأس الصولجان في وجود المبعوثين (^٢)، وكان يأخذ بيد الفضلاء والشعراء والفنانين بلطف عنايته من وهدة الفقر والفاقة إلى رياض الدّعة والنّعمة، وحين أرسل إليه إمام الكلام ظهير الدين الفاريابي (^٣) قصيدته المشهورة التي مطلعها: زلف سرمستش چودر مجلس پريشانى كند … جان اكر جان در نيندازد كران جانى كند [وترجمتها]: إذا ما تشوشت ذؤابته السّكرى في المحفل … إن لم يسلم الحبيب الروح، يصاب بالسّقم

(^١) سورة يوسف: ٩٢. (^٢) يعني المبعوثين الذين أتوا إليه بالخراج، قارن أ. ع، ص ٦٠. (^٣) هو أبو الفضل طاهر بن محمد الفاريابي [ت ٥٩٨] من شعراء الفرس الكبار في القرن السادس، مدح الكثيرين من حكام عصره.

1 / 22