214

Akhbār qabāʾil al-Khazraj

أخبار قبائل الخزرج

Editor

رسالة دكتوراة - الجامعة الإسلامية

Publisher

عمادة البحث العلمي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Genres

وكان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي ﷺ من أجل الغزو، فلما قبض النبي ﷺ سرد الصوم بعده، فكان لا يفطر إلا في فطر أو أضحى أو مرض أو سفر.
وكان جلدا، (^١) صيتا، (^٢) مربوعا، (^٣) أدم، (^٤) لا يغير شيبه.
قال عنه النبي ﷺ: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (^٥).
وروى ابن سعد (^٦): من حديث أنس بن مالك، قال: أرسل عمر بن الخطاب، إلى أبي طلحة الأنصاري ﵄، قبل أن يموت بساعة، فقال: يا أبا طلحة! كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النّفر من أصحاب الشّورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت واحد، فقم على ذلك الباب بأصحابك؛ فلا تترك أحدا يدخل عليهم، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمّروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي عليهم.
قال إسحاق (^٧): وافى أبو طلحة، أصحابه ساعة قبر عمر، فلزم أصحاب الشورى، فلما أجمعوا أمرهم إلى ابن عوف، يختار لهم منهم؛ لزم أبو طلحة، باب ابن عوف في أصحابه، حتى بايع عثمان بن عفان ﵁.
مات أبو طلحة بالمدينة سنة أربع وثلاثين، وصلّى عليه عثمان بن عفان، وهو يومئذ ابن سبعين سنة (^٨).
وقيل: مات سنة إحدى وثلاثين (^٩).

(^١) جلدا: أي جسم الإنسان وشخصه، ويقال فلان عظيم الأجلاد وضئيل الأجلاد أي شخصه وجسمه، النهاية لابن الأثير (١/ ٢٨٤ - ٢٨٥).
(^٢) صيتا: أي شديد الصوت عاليه، النهاية لابن الأثير (٣/ ٦٤).
(^٣) مربوعا: أي بين الطويل والقصير، النهاية لابن الأثير (٢/ ١٩٠).
(^٤) أدم: أي السّمرة الشديدة، النهاية لابن الأثير (١/ ٣٢).
(^٥) مسند الإمام أحمد (ج ٤ ص ١٥٩، ر/١٣٣٣٤)، ودر السحابة للشوكاني (ص ٣٩٤) والحديث لأنس بن مالك ﵁.
(^٦) انظر: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١).
(^٧) هو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وتأتي ترجمته، وانظر الرواية في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦٢).
(^٨) الثقات (ج ٣ ص ١٣٧)، وتاريخ ابن زبر (ص ٥٠)، وتاريخ الإسلام عهد الراشدين (ص ٤٢٥).
(^٩) الاستيعاب (ج ١ ص ٥٣١).

1 / 248