204

Akhbār al-nisāʾ

أخبار النساء

Editor

الدكتور نزار رضا

Publisher

دار مكتبة الحياة

Publisher Location

بيروت - لبنان

ويروى أنّ عبد الله بن أبي بكرٍ الصّدّيق، ﵁، تزوّج عاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل فعشقها وأحبّها حبًّا شديدًا حتّى منعته عن حضور الصّلوات في جماعة. فأمره أبو بكرٍ، ﵁. بطلاقها، ففارقها، فوجد عليها وجدًا عظيمًا، فأمره أن يراجعها، فراجعها وكانت عنده حتّى توفّي عنها. وكان قد أخذ عليها يمينًا أن لا تتزوّج بعده، فجاءها عمر بن الخطّاب، ﵁، فأفتاها أن تنكح، فقالت: لست أقبل في هذا كلامك وحدك. لأنّه قد بلغها أنّه يريد أن يتزوّجها فجاءت بعلي بن أبي طالب، ﵁، فأفتاها بذلك، فخطبها عمر بن الخطّاب ﵁ فتزوّجته، فبعث إليها بعشرين دينارًا كفّرت بها عن يمينها، ثمّ توفّي عنها فخطبها طلحة بن عبيد الله، فلقي الزّبير بن العوّام هناد بن الأسود، وكان لهناد امرأة كانت صديقةً لعاتكة فقال له الزّبير: ما أنا عنك براضٍ حتّى تزوّجني عاتكة بنت زيد. قال، فحلف هناد لامرأته إن هي لم تزوّج الزّبير لعاتكة ليجلدنّها مائة جلدة.
فانطلقت امرأة هنادٍ لعاتكة، وكانت عندها حتّى أتاها رسول طلحة بن عبيد الله فقالت له: فديتك ومن يردّ طلحة لقدمه وشرفه وسخائه؟ ولكن ردّي رسوله اليوم فإنّه سيزيدك ضعفًا ما أراد أن يعطيك. فردّته، فقالت امرأة هنادٍ لهناد: إلق طلحة فقل له: أما تستحي أنّ عاتكة ردّتك وحلفت أن لا تتزوّجك؟ ففعل ذلك، فقال طلحة: لا أتزوّجها أبدًا. فأمرت الزّبير أن يرسل إليها، فجاءها رسوله وهي عندها فقالت لها امرأة هناد: قد بلغك ما في حقّ الزّبير من الشّدّة؛ أمّا والله لو تزوّجته ثمّ غلبت عليه ليكوننّ لك بذلك الشّرف في نساء قريش.
ثمّ لم تزل بها حتّى تزوّجت الزّبير. وسنذكر بقيّة خبرها بعد هذا إن شاء الله.

1 / 214