Akhbar Muwaffaqiyyat

al-zubayr b. bakkar d. 256 AH
129

Akhbar Muwaffaqiyyat

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

Investigator

سامي مكي العاني

Publisher

عالم الكتب

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٦هـ-١٩٩٦م

Publisher Location

بيروت

فَوَهَبَ لَهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقِهِ خَمْسِينَ دِرْهَمًا، فَدَفَعَ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي دَفَعَ إِلَيْهِمْ أَرَزَاقَهُمْ، وَنَقَّصَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَمْسِينَ دِرْهَمًا، فَصَارَتْ رِزْقًا لِلْغُلامِ، فَقَالَ الشَّامِيُّونَ: إِنَّ هَذِهِ سُنَّةٌ قَدْ سنَّهَا عَلَيْنَا سَعْدَانُ، وَانْتَقَصَ مِنْ أَرْزَاقِنَا شَيْئًا، وَصَارَ هَذَا الْغُلامُ كَأَحَدِنَا، وَلَسْنَا وَاللَّهِ نَرْضَى بِهَذا، فَأَجْمَعُوا عَلَى شِكَايَتِهِ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى. قَالُوا: يَكْتُبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رُقْعَةً، وَيُوَقِّعُ عَلَيْهَا بَاسْمِهِ وَيُصَيِّرُهَا تَحْتَ مُصَلَّى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى، فَإِنَّهُ سَيَقْرَؤُهَا إِذَا خَرَجْنَا. فَكَتَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: ذَهَبَ الْكِتَابُ وَمَلَّهُ أَصْحَابُهُ ... وَبَكَى لِضَيْعَةِ أَمْرِهِ الدِّيوَانُ وَبِحَسْبِ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ خِزْيَةً ... إِذْ صَارَ صَاحِبَ أَمْرِهِ سَعْدَانُ وكَتَبَ عَلَى رُقْعَتِهِ فُلانٌ الشَّامِيُّ. وَكَتَبَ آخَرُ رُقْعَةً فِيهَا: أَيُّهَا الْقَاتِلُ حِرْصًا ... نَفْسَهُ قَدْ مَاتَ مَوْتَا إِنْ سَعْدَانَ بْنَ يَحَيْى ... قَدْ بَنَى لِلْقَبْطِ بَيْتَا صَبَّ فِي قِنْدِيلِ سَعْدَانَ مَعَ التَّسِلِيمِ زَيْتَا وَقَنَادِيلُ بَنِيهِ ... قَبْلَ أَنْ تَحْفَى الْكُمَيْتَا وَكَتَبَ عَلَى الرُّقْعَةِ: فُلانٌ الشَّامِيُّ. وَكَتَبَ الثَّالِثُ رُقْعَةً فِيهَا: أَتَاهُ حَفْصٌ مَعَهُ رُقْعَةٌ ... أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَأَبْقَاكَا إِنِّي غُلامٌ رِخْوَةٌ تَكْتِي ... أَطْوَعُ مِنْ يُسْرَاكَ يُمْنَاكَ وَفِيَّ تَخْنِيثٌ وَلَوْ قَدْ تَرَى ... تَحْتَ السَّرَوِايلَ لَأَرْضَاكَا فَسَمِّ لِي رِزْقًا وَلا تُجْفِنِي ... أَكْرَمَكَ اللَّهُ وَعَافَاكَا وَقَّعَ سَعْدَانُ عَلَى رَأْسِهَا ... يُجَابُ حَفْصُونُ إِلَى ذَاكَا وَكَتَبَ عَلَى الرُّقْعَةِ «فُلانٌ الشَّامِيُّ» . وَأُلْقِيَتْ تَحْتَ مُصَلَّى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى، فَلَمَّا أَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أَصَابُوا الرِّقَاعَ تَحْتَ مُصَلَّى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى فَأَوْصَلُوهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَرَأَهَا اسْتَضْحَكَ ثُمَّ دَعَا بِسَعْدَانَ، فَقَالَ: مَنْ عَرَّضَكَ لِهَؤُلاءِ الشَّامِيِّينَ، وَمَنْ حَفْصُونُ هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةُ. فَقَالَ: أَخْرِجْ هَذَا إِلَى لَعْنَةِ اللَّهِ، وَإِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَتَعَرَّضَ لِثَلْمِ أَرْزَاقِ أَحَدٍ، فَطَرَدَ الْغُلامَ، وَاعْتَذَرَ إِلَى الشَّامِيِّينِ وَاصْطَلَحُوا ". ١٩٢ - حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ مَوْهُوبُ بْنُ رَشَيدٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ لَجَلِيسٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَدَهُ: أَبَا فُلانٍ أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ فُلانٍ أَطْلُبُ عَرَضًا مِنَ الأَعْرَاضِ. فَقَالَ لَهُ: «إِنْ لَمْ تَجَدْ مِنْ صُحْبَةِ الرِّجَالِ بُدًّا، فَعَلَيْكَ بِمَنْ إِنْ صَحِبْتَهُ زَانَكَ، وَإِنْ خَفَضْتَ لَهُ صَانَكَ، وَإِنْ وَعَدَكَ لَمْ يَحْرِمْكَ، وَلَمْ يَرْفُضْكَ، وَإِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً عَدَّهَا، وَإِنْ رَأَى خَلَّةً سَدَّهَا، وَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ ابْتَدَأَكَ، وَإِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ» ١٩٣ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁ أَخْبِرْنَا عَنَّا وَعَنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ

1 / 129