172

============================================================

واستهل ذو القعدة ييوم الاحد

فيه اشتدت المعاقبة بجوارى محسن بن بدوس الشيخ العميد ، والمطالبة لهن بأمواله ، وضربن ضربا شديدا .

وكانت ليلة الغطاس يوم الثلاثاء على صباح الأربعاء الرابع من ذى القعدة ، وجرى الناس على رسومهم فى شرى الفواكه والحملان والضأن وغير ذلك من الأصحاء الموجدين ، ومن كان مريضا أو فقيرا اشتغل بنفسه . ونزل مولانا - صلوات الله عليه- إلى قصرجده الامام العزيز بالله - قدس الله روحه - بالساباط بالصناديقيين بمصر لنظر الغضاس / بعد أن نزل القائد رفق عدة الدولة بالرحل وأصناف الفروش لبسطه ، ونقل سائر المجاورين له مسن يسكن فى دار الرسى على البحر وغيرها من الآدر الملاصقة له ، ونزع المراكب المرساة على شط هذا القصر ، ونزل مولانا - صلوات الله عليه - بكرة يوم الثلاثاء متبكرا اليه مع الحرم، وضرب نافذ- المعروف ببدر الدولة ، الخادم الأسود - خيمشه عند رأس الجسر ، وله حينثذ الشرطتان : العليا والسفلى بمصر ، وفرش فيها مرتبة مثقل ، ومرتبة ديباج ملكى ، وجلس فى الخيمة ومتولى الشرة السفلى المعروف بابن كافى قائم بين يديه . ونودى فى الناس أن لايختلط المسلمون مع النصارى عند نزولهم فى البحر فى اللميل . وأمرأمير المؤمتين - صلوات الله عليه - نافذا بان يتقد وقيد النار والمشاعل فى الليل إلى تحت الساباط ففعل ذلك ، وكان وقيدا حسنا طويلا وأقام زمانا هناك ثم انصرف . وحضر جماعة من القسيسين

Page 190