4 - شيوخه:
يلاحظ من كتاب وفاء الوفا للسمهودي أن معظم ما نقله عن ابن زبالة من النصوص كان دون ذكر السند، وخاصة فيما يتعلق بأخبار المدينة وخططها في زمنه، ومع ذلك فإننا نجد أن ابن زبالة لا يهمل ذكر الشيوخ الذين نقل عنهم في باقي النصوص عند السمهودي وغيره، وقد ذكر منهم اكثر من مائة. وقلما يروى عن أي منهم أكثر من رواية واحدة، وأغلب من روى عنهم من أهل المدينة وعلمائها، وكثير منهم ممن اعتمد عليهم ابن إسحاق والواقدي وروى عنهم المحدثون.
أما عن السبب وراء نقل السمهودي لمعظم نصوص ابن زبالة دون ذكر السند فهو أن أغلب معلومات ابن زبالة كانت مستمدة من ملاحظاته ومعلوماته الشخصية وخاصة فيما يتعلق بخطط المدينة وسكنى الأنصار بها.
وبالرجوع إلى الكتب التي قدمت ترجمة لابن زبالة نجد أن المزي وابن حجر هما أكثر من توسع في ذكر أسماء شيوخ ابن زبالة، إلا أن ما ذكره المزي كان أشمل فقد ذكر كل الأسماء الواردة في كتاب التهذيب لابن حجر وكتاب الإكمال لابن ماكولا، لذا سنعتمد على المزي في ذكر شيوخ ابن زبالة (1).
وفيما يلي سنحاول التعريف ببعض شيوخ ابن زبالة ممن وجدت لهم ترجمة في كتب التراجم والرجال التي اطلعت عليها - وهي كثيرة - وذلك للتعرف على شخصية ابن زبالة وعلمه.
1 - إبراهيم بن إسماعيل بن حبيبة الأشهلي المدني: قال البخاري: عنده مناكير، وقال النسائي: ضعيف، وقال أحمد: ثقة، وقال ابن معين: صالح الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، مات سنة خمس وستين ومائة (2).
Page 38