وحكى ابن زبالة من غير واحد من أهل العلم أن البيت مربع مبني بحجارة سود وقصة، وأن الذي يلي القبلة منه أطوله، والشرقي والغربي سواء، والشامي أنقصها، وباب البيت منه، وهو مسدود بحجارة سود وقصة، ثم بنى عمر هذا البناء الظاهر حوله.
قال: وبينه وبين بيت النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي المشرق ذراعان، ومما يلي المغرب ذراع، ومما يلي القبلة شبر، ومما يلي الشام فضاء كله. قال: وفي الفضاء الذي يلي الشام مركز مكسور ومكتل خشب، يقال إن البنائين نسوه، والله أعلم (1).
ما أحدثه عمر بن عبد العزيز في المسجد النبوي:
أول من أحدث المحراب:
أسند ابن زبالة ويحيى عن عبد المهيمن بن عباس عن أبيه قال: مات عثمان وليس في المسجد شرفات ولا محراب، فأول من أحدث المحراب والشرفات عمر بن عبد العزيز (2)، وعن القاسم وسالم أنهما نظرا إلى شرفات المسجد فقالا: إنها من زينة المسجد، وأسند أيضا من طريق ابن زبالة ورأيته فيه أن عمر بن عبد العزيز هو الذي عمل الرصاص على طنف (3) المسجد والميازيب التي من الرصاص، (3) على عمر بن الخطاب (ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم غير محصوب، فقال: موضع الجنائز، والآخر على الباب الذي يدخل منه أهل السوق الذي يقال له باب عاتكة، ولم يكن للمسجد شرفات حتى عملها عبد الواحد بن عبد الله النصري، وهو وال على المدينة سنة أربع ومائة (4).
Page 122