فتشاور الفساق فيما بينهم أن ينقضوا ما أبرموه بمبطل 24...
فجرت هنالك صيحة (1) يرقى إلى أفق السماء عجاجها بل يعتلى
وطغت عليهم بعد ذلك عصبة الأ غوات مع أتباعهم والجهل
والأصل في ذا أنهم قد ركزوا على قنا (*) الغمر (*) الزنيم (*) الحسكلي (*)
منعوه أرباب الوجاق جميعهم أن يشترى فيهم ولما يدخل
زعموا بأن له فسادا سابقا إذ خان قدما في الزمان الأول
فترافعوا للشرع وانكشف الغطا ودعاهم القاضي ليوم مقبل
نزلوا وألقو في المدأعين الظبا من غير مكترث وغير معول
فتفازعت لهم الرجال اخف من ورد السهام إلى وتين (*) الكلكل (*)
فهناك ولوا مدبرين وأتبعوا طعنا وضربا كاللهيب المشعل
وأتوا إلى الحرم الشريف وأغلقوا الأبواب واصطعدوا المنابر والعلى
ورموا على الناس الرصاص، ومارعوا جاه النبي ولا الكتاب المنزل
وأقام ذاك إلى الغروب أصبحوا متحصنين بحيلة المستقبل
فدعوا إلى أن يرجعوا فتعصبوا وأتوا بفعل منكر لم يفعل
فقضى عليهم أن تباح دماؤهم هدرا لحد المرهفات الفصل
وتوافق الجمهور قولا واحدا والنص في طغيانهم نص جلى
فتبادرت لهم الرجال عوابسا من كل فحل بالثبات مسربل
فهم ببيت الملكي وصفه ولنا عليهم صف بيت الحنبلي
ومشت إلى دروان منهم فرقة فتحصنوا الحمام منه وما يلي
Page 24