عليه وآله وسلّم، خلف الحسين، فلما فرغ من الصلاة صعد المنبر وقعد على مقعد رسول الله، ﵌، منه، وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد شدّ بها بين يديه ومن خلفه، وسيفه مسلول قد وضعه بين رجليه، وكان أهل الزيارة قد كثروا في ذلك العام وقد ملئوا (١) المسجد، فتكلم وقال في كلامه: أيها الناس أنا ابن رسول الله وعلى منبره، أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه.
وفي غير هذه الرواية أنّه قال في خطبته:
أيها الناس أتطلبون آثار رسول الله، ﵌، في الحجر والمدر والعود وتمسحون بذلك وتضيّعون بضعة من رسول الله؟
أخبرنا أبو العباس الحسني
قال، أخبرنا ابن عافية قال، حدّثنا يحيى بن الحسن العلوي عن أحمد بن عثمان بن حكيم قال، حدثنا عمي دينار بن حكيم (٢) قال: رأيت الحسين بن علي صاحب فخّ، ﵇، على منبر رسول الله، ﵌، يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمد النبيّ ﵌:
يا أيّها النّاس/أنا ابن رسول الله في مسجد رسول الله على منبر رسول الله، ﵌، أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله والاستنقاذ مما تعلمون، ومدّ بها صوته.
قال ابن عبّاد:
وأقبل/خالد البربري، وكان مسلحة للسلطان بالمدينة، في السلاح معه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له
(١) ص: ملو؛ د: ملوا.
(٢) السند في ص: «أخبرنا أبو العباس الحسني بإسناده عن دينار بن حكيم». .