214

Akhbār Fakh wa-khabar Yaḥyā b. ʿAbd Allāh wa-akhīhi Idrīs b. ʿAbd Allāh (intishār al-ḥaraka al-Zaydiyya fī al-Yaman wa-al-Maghrib wa-al-Daylam)

أخبار فخ وخبر يحيي بن عبد الله وأخيه إدريس بن عبد الله (انتشار الحركة الزيدية في اليمن والمغرب والديلم)

Editor

د ماهر جرار

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٥ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
أموالهم/وسبيت ذراريهم، قال: ما نصنع بهذا الكلام؟ لم يشهد هؤلاء كلهم على زور. فأيس يحيى من منعه وعلم أنّه مسلّمه، وظهر ميله إلى ما بذل له؛ قال: فاجمع بيني وبينهم/حتّى أكلّمهم بحضرتك، قال:
ذلك لك. وطمع يحيى إن يذكّرهم (١) الله أن يرجعوا أو تختلف كلمتهم.
قال جستان لأبي البختري: اجمع [أصحابك واحضروا حتى يشهدوا] (٢) على يحيى في وجهه، فاجتمعوا ونصب ليحيى كرسيّ فجلس عليه، فلما أخذوا مجالسهم ابتدأ يحيى فقال:
الحمد لله على ما أولانا من نعمه، وأبلانا من محنه، وأكرمنا بولادة نبيّه. نحمده على جزيل ما أولى، وجميل ما ابتلى (٣)، وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له [شهادة مقرّ بوحدانيته، خاضع متواضع لربوبيته] (٤)، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، انتخبه واصطفاه، واختاره واجتباه، /صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين.
أمّا بعد معاشر العرب، فإنّكم كنتم من الدّنيا (٥) بشرّ دار، وضنك (٦) قرار، ماؤكم أجاج، وأكلكم لماج (٧) من العلهز والهبيد (٨). الأعاجم لكم

(١) م ص: إذا ذكرهم.
(٢) م ص: احضروا أصحابك يشهدوا على يحيى.
(٣) م ص: ابلى.
(٤) من ص وحدها.
(٥) م ص: كنتم في حمض من الدنيا.
(٦) م ص: واضنك.
(٧) م ص: ثماج؛ والأكل اللماج هو أدنى ما يؤكل.
(٨) العلهز: وبر يخلط بدماء الحلم كانت العرب تأكله في الجدب (لسان ٥/ ٣٨١)؛ والهبيد: الحنظل يكسر ويستخرج حبّه وينقع لتذهيب مرارته ويتّخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة (لسان ٣/ ٤٣١)؛ وفي هامش ص الأيمن: «الثمج بالمثلة والجيم التخليط؛ والعلهز بكسر العين المهملة وسكون اللام وكسر الهاء وآخره زاي القراد الضخم وصغارى الدم والوبر كانت العرب تخلطه بعضه ببعض وتدقه وتأكله، والهبيد بفتح الهاء وكسر الموحدة وسكون المثناة من تحت والدال المعجمة الحنظل أو حبّة والمراد أن طعامكم مجموع من هذه الأمور»

1 / 220