234

Ajwibat Tusuli

أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد

Investigator

عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الطبعة الأولى

Publication Year

١٩٩٦

Genres

Fatwas
والحيل لا تحصى- والحاضر فيها أبصر من الغائب-) ١. وقد قال- ﵊: "الحرب خدعة" ٢، ومعنى قوله: "خدعة"- بضم الخاء وفتحها- أي: ينقضي أمرها بخدعة واحدة ٣. ويروى: (أن "عمرو ٤ بن عبدود": لما بارز "عليًّا"﵁ وأقبل عليه، قال له عليّ: "ما برزت لأقاتل اثنين" فالتفت "عمرو"، فوثب عليه عليّ: فضربه، فقال عمرو: "خدعتني" فقال: "الحرب خدعة") ٥. وقد فعل مثل هذا: ("الهادي" ٦ - أمير المؤمنين-: لما حمل عليه

١ - نقل نحوه: ابن الأزرق في "بدائع السلك في طبائع الملك": ١/ ١٦٤، "فيما يخدع به العدوّ عند القتال" في: "الخدعة الأولى". والهروي في، التذكرة الهروية في الحيل الحربية": ٩٧ - ١٠٠، في "ضرب المصافّ ومكائد الحرب". ٢ - أخرجه أبو داود في "سننه" أنظر: "عون المعبود في شرح سنن أبي داود": ٧/ ٢٩٨، "كتاب الجهاد" باب: "المكر في الحرب". والترمذي في "جامعه" أنظر: "تحفة الأحوذي": ٥/ ٣٢٠، كتاب: "الجهاد" باب: "ما جاء في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب"، وقال (حديث حسن صحيح). وأحمد في "مسنده": ١/ ٩٠، ٦/ ٣٨٧. وأورده ابن حجر في "المطالب العالية": ٢/ ١٩٥، وعزاه لأبي يعلى في "مسنده". ٣ - قال ابن العنابي: (و"خدعة" من الخدع- بالفتح- اظهار أمر، واضمار خلافه، تقال بفتح فسكون، وبضم فسكون، وبضم ففتح. قال المطرزي في "المغرب": "قال ثعلب: والحديث باللغات الثلاثة، فالفتح على أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة، والضم على أنها آلة الخداع". وأما الخدعة- بضبم ففتح- فلأنها تخدع أصحابها، لكثرة وقوع الخداع فيها. وهي أجود معنى. والأول أفصح، لأنها لغة النبي ﷺ) انتهى. (السعى المحمود في نظام الجنود: ١٦٠). ٤ - في "بط (عمرًا) والصواب ما أثبتناه. وهو: عمرو بن عبدود العامري، من "بني لؤي" من قريش. وكان فارسها وشجاعها في الجاهلية، أدرك الإسلام ولم يسلم، قتله "علي بن أبي طالب" في غزوة "الخندق" (سنة ٥هـ). أنظر: ابن أبي حديد- شرح المنهج: ٣/ ٢٨٠، الزركلي- الأعلام: ٥/ ٨١. ٥ - كانت هذه الواقعة في غزوة الخندق. أنظر: الزركلي- الأعلام: ٥/ ٨١. ٦ - أبو محمد، أمير المؤمنين، موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد، شجاعًا جوادًا، له معرفة بالأدب، ولد بالريّ، وولي بعد وفاة أبيه =

1 / 237