Ajwibat Tusuli
أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد
Investigator
عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح
Publisher
دار الغرب الإسلامي
Edition Number
الطبعة الأولى
Publication Year
١٩٩٦
Genres
Fatwas
أخبره بالذي جاء به، فأرسل "الاصبهند" إلى "قيصر": [٣٢/أ] "اني أريد أن ألقاك؟ " قال: "إذا شئت التقينا"، فالتقيا، وقال له: "إن هذا الخبيث قد همّ بقتلي، ووجّه إليّ رجلًا، لذلك، وإني أريد هلاكه- كالذي أراد مني- والبادي أظلم- فاجعل لي من نفسك ما سأطمئن إليه، فأعطيك من بيوت أمواله؟ ".
فأعطاه من المواثيق، ما اطمأنّ إليه، وسار قيصر في أربعين ألفًا، فنزل "بكسرى"، فعلم "كسرى": كيف جرى الأمر، فاحتال على بعض جنود "قيصر"، فدعا قسيسًا متبصرًا في دينه، وقال له: "إني كاتب معك كتابًا لطيفًا في جريدة، لتبلغه "الاصبهند"، ولا تطعنّ على ذلك أحدًا، وأعطاه ألف دينار، وقد علم "كسرى": أن القسّ موصل كتابه إلى "قيصر"، لأنّه لا يحبّ هلاك الروم.
وكان في الكتاب: "إلى "الاصبهند": إني كتبت إليك، وقد دنا منّي "قيصر"، وقد أحسن الله إلينا، ومكّنا منهم بتدبيرك- لاعدمت صوابًا- وأنا ممهله، حتى يقرب من المدائن ١، ثم أغافصه ٢ في يوم كذا، فأعد عليّ من قبلك ما يكون به استئصالهم.
فخرج القسّ (بالكتاب) ٣: فأوصله إلى "قيصر"، فقال قيصر: "هذا الحق، ما أراد إلاّ هلاكنا! " فتولّى منصرفًا، وأتبعه "كسرى"، ايّاس بن
١ - جمع مدينة: وهذا الموضع كان مسكن الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم، فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه إلى جنب التي قبلها وسمّاها باسم، فأولها المدينة "العتيقة"، ثم مدينة "الاسكندرية"، ثم مدينة يقال لها "رومية"، وغير ذلك، فسميت المدائن بذلك، وكان فتح المدائن كلّها على يد: سعد بن أبي وقاص سنة ١٦هـ) في أيام عمر بن الخطاب ﵁. (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ٥/ ٧٤ - ٧٥). ٢ - في "ج" (أعافصه) والصواب ما أثبتناه. وهو بمعنى: فاجأه وأخذه على غرّة (ابن منظور- لسان العرب: ٣٢٧٦، الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٣/ ١٠٦). ٣ - في "الأصل" (بالكتب) ولعلّه سهو من الناسخ.
1 / 227