وسأتناول الكلام عن الناحية السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعلميّة، في هذه الفترة التي عاش فيها هذا الإمام الفقيه ١.
أولًا: الحياة السياسيّة:
عاش التُّسولي ﵀ في النصف الثاني من عهد الدولة العلويّة التي أسسها المولى محمد بن الشريف ٢ رأس ملوكها. وذلك حينما قاوم، الشيخ محمد الحاج الدلائي ٣ مؤسس الدولة الدلائية ٤ ولكنّه لم ينل منها مآلًا إذ حصل الصلح بينه وبين
_________
= ولاه عنه "سليمان بن محمد" ثغر "الصويرة" وأعمالها، فحسنت سيرته، ثم بويع بفاس بعد وفاة عمّه وأمر بإنشاء الأساطيل لحماية الشواطىء، وكان عادلًا، رفيقًا برعيته، كثير العناية بالجزائر، وكانت في أيدي الترك العثمانيّين. من آثاره: اصلاح ميناء "طنجة"، وبرجان عظيمان في "سلا" و"مساجد"، مات سنة ١٢٧٦هـ"، "السلاوي- الاستقصا: ٩/ ٣ - ٨١"، "الزركلي- الأعلام: ٣/ ٣٤١ ".
محمد الأخضر- الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية: ٣٩٠.
١ - لم أقف على ولادته من أي مصدر، فهو كما يغلب على ظني في الفترة التي بين أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر.
٢ - محمد بن محمد "الشريف" ابن علي بن يوسف الحسني السجلماسي مؤسس دولة الأشراف العلويّين كان أبوه أمير سجلماسة في أواخر أيام السعديّين واعتقله أبو حسن السملالي "صاحب درعة وسوس" في قلعة "بالسوس" فنهض صاحب الترجمة فاستمال إليه جمعًا من أهل سجلماسة فبايعوه سنة" ١٠٥٠" وقاتل بهم السملالي فتغلب عليه واستولى على "درعة" وأعمالها ثم على فاس الجديدة والقديمة ثم "وجدة"، وأصابته رصاصة في نحره فقتلته سنة" ١٠٧٥ هـ". أنظر "الزركلي- الأعلام: ٧/ ٦٣".
٣ - الحاج الدلائي: الشيخ أبو عبد الله محمد "المرابط " بن محمد بن أبي بكر، الدلائي، ولد بالدلاء عام ١٩٦٧، خلف أباه بعد وفاته في القيام بشؤون الزاوية الدلائية فسار على نهجه وحمدت سيرته، أخذ العلم عن أبيه وعلماء أجلّاء كثر، فنبغ في التفسير والحديث حتى كادت مجالسه العلمية تقتصر عليهما، من تآليفه "كتاب جمع فيه أربعين حديثًا نبويا"، وله أيضًا "مسائل مختلفة من أصول الفقه وفروعه". مات (سنة ١٠٤٦هـ).
أنظر: محمد حجّي- الزاوية الدلائية: ٧٦ - ٨١.
٤ - الدلائيّون، هم من قبيلة لمتونة الصنهاجيّة التي كانت تسكن بأقصى الصحراء المغربيّة، وفصيلتهم القربى هي بنو طالب، ويقال لهم بلسان البربر (آيت يتيدر) في عداد قبائل الأطلس المتوسط. أنظر: محمد حجّى- الزاوية الدلائيّة: ٢٩.
1 / 18