في العدد، وأن بين كل أرض والتي تليها كما بين كل سماء والتي تليها، وسمك كل أرض مثل سمك كل سماء؛ كما هو مصرح به في كثير من الأحاديث، فانظرها إن شئت، وإن مست الحاجة إلى ذكر شيء منها ذكرته إن شاء الله تعالى.
وقولك أيها السائل "وقد رد في الحديث ... " إلخ، هو كما قلت من حيث المعنى، والوارد أبسط مما ذكرت، ولكن صرح فيه بشذوذ الحديث ونص الوارد، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾، قال: "سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى"، قال البيهقي: إسناده صحيح، ولكنه شاذ لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا ا. هـ.
أقول، والله الموفق للصواب: الحديث يقتضي -باعتبار فحواه وظاهره - أن كل ما وقع على ظهر الأرض التي نحن عليها من لدن آدم إلى انقضاء أجلها واقع مثله على ظهر غيرها، وما لم يذكر في الحديث من بقية الرسل والأمم وما وقع من الحوادث من قتل قابيل أخاه هابيل والطوفان والصيحة والرجفة وإغراق فرعون وخروج سيدنا محمد ﷺ من مكة إلى المدينة وهلم جرا هو في حكم المذكور؛ لأن آدم الأرض الثانية مثلا إذا لم يكن مصحوبا وموصوفا بما وصف به آدم أرضنا عند نزوله من الجنة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى لم يكن كآدم أرضنا، والحديث يقتضي أنه مثله في كل صفاته حسبما قرروه في المثل والنظير والشبيه، فالمماثل لك هو المتصف بمثل جميع صفاتك،
1 / 35