لما أحس والي اليمن محمد على باشا بقرب وصول قواد أجناد الإمام إلى ما حول مدينة الروضة شمالا من صنعاء طلب من كان في الروضة من رتبة الأتراك إلى صنعاء زاعما أنه بعد دخول القبائل إليها سيخرج بجميع الأجناد والمدافع من صنعاء لإخراب جميع الروضة ويفعل ويفعل ، فتعقب ذلك وصول أصحاب الإمام إلى الروضة في يوم الاثنين ثامن شهر محرم ومعهم الأخ السيد المقدام عباس بن عبد الله بن المؤيد وجماعة من عقال القبائل، وكان خروج الأتراك من صنعاء في المدافع العديدة وغيرها، فضربوا بيوت الروضة من جبل الحشيشية ونحوه شرقا، ومن الجهة الغربية والجنوبية إلى آخر ذلك اليوم, ووصل نحو ثلاثين رجلا من أهل قرية صرف وسعوان شرقا من مطرح الأتراك فرموا إليهم من خلفهم، فخاف الأتراك مهاجمتهم من خلفهم وسحبوا فورا مدافعهم ورجعوا صنعاء وأخرت الأتراك مدافعها وجنودها من صنعاء تريد الوصول إلى قرية بيت اللهيدة من سعوان إلى أخذ ما فيها من الطعام المدفون للرعية واستقبلتهم القبائل إلى مسافة نصف ساعة شرقا من صنعاء، ودام ضرب مدافع الأتراك والحرب بين الفريقين إلى رجوع الأتراك صنعاء ذلك اليوم بالخيبة، وكان خروجهم بيوم آخر نحو فج عطان غربا إلى الجنوب من صنعاء، فانثالت عليهم القبائل حتى أعادوهم في ذلك اليوم إلى صنعاء ثم كان خروجهم من صنعاء نحو الجهة الشرقية من وادي شعوب شمالا من صنعاء, ووضعوا زيادة على عشرين مدفعا في أكمة ظهر الحمار تحت جبل نقم المشرف على صنعاء، ورموا بتلك المدافع وبالمدافع التي في قلعة قصر صنعاء وحصن جبل نقم، وفي بعض النوب الأبراج بالسور الشرقي لصنعاء إلى بيت القشم وبيت عطية في شعوب وفيها السيد الكمي عباس بن عبد الله بن المؤيد الحسني وبعض القبائل من بني حشيش فثبتوا هنالك في حفائر ونحوها، واستمر رمي الأتراك لمدافعهم ومهاجماتهم العديدة إلى وقت الظهر وعادوا كالفارين إلى صنعاء.
Page 228