ثم تعين ثالثا قومندانا وواليا لليمن في سنة 1323 ثلاث وعشرين، فدوخ اليمن بمن معه من الجنود الكثيرة، وسار نحو بلاد حاشد وشهارة فكانت له فيها الضربات السابق ذكرها قريبا. وقد أخضعته تلك الضربات المتتابعة وسلبته ما كانت له من هيبة في النفوس. وتعقبها في سنة 1324 أربع وعشرين، ثم في سنة 1325خمس وعشرين المؤرخة.

هتك فيضي سنة 1325.

ما تقدم ذكره من نفوذ المقادمة والأجناد الإمامية إلى البلدان العديدة شمالا وشرقا وجنوبا وغربا من صنعاء، ثم الاحتلال الداخلي بمباينة جماعات من مأموري الحكومة التركية والضباط وجموع الأفراد من النظام والأجناد له، وامتد الاحتلال الداخلي وشبه الفوضى إلى اللواء التعزي باليمن الأسفل، فتجارى بعض أمراء الأتراك هنالك إلى تشجيع جماعة من العرب على قتل حاكم قضاء العدين القاضي أحمد ابن عبد الله مطهر الصنعاني ففاتهم وقتلوا زوجته ونهبوا أمواله في آخر هذا العام كما سنشير إلى ذلك قريبا حتى أراح الله العباد والبلاد من تخبط المشير أحمد فيضي باشا بعزله في آخر هذا العام، فسار إلى الاستانة وكان قد جمع في الثلاث عشرة سنة التي تولى فيها اليمن ثلاث مرات الثروة الطائلة جدا.

Page 164