ووصل الوالد العلامة حمود بن محمد شرف الدين وولده العلامة يحيى بن حمود في أربعمائة مقاتل من قبائل خارف الحاشدية إلى قرية بيت حاضر وقرية بيت نمير من قرى سنحان على مسافة نحو ثلاث ساعات شرقا إلى الجنوب من صنعاء، فقصدتهم الأتراك من صنعاء إلى هنالك ثم اجتمع الجند الذي مع الأخ عباس بن علي والشيخ أحمد مساعد تحت قيادة الوالد حمود بن محمد وساروا جميعا إلى قرية الدرم والسرين وقرية مقولة من أطراف بلاد سنحان على مسافة نحو ثمان ساعات من صنعاء، فقصدهم المشير فيضي بنفسه في نحو خمسة آلاف من الأتراك وخمسة من المدافع، فلما أحسوا بخروجه إليهم انتقلوا إلى قرية المخرف من قرى اليمانية العليا في خولان، إذ كان المراد للعرب نكاية الأتراك بقطع الطرقات ونحوها عليهم، فسار فيضي فورا بجموعه في إثرهم إلى المخرف، وكانت الحرب فيما بينهم في خارج القرية إلى بعض الليل وقتل فيها من العرب نحو أحد عشر قتيلا، وأصيب منهم بجراحات نحو خمسة وعشرين رجلا لامتناع أهل المخرف عن فتح بيوتهم للعرب، ثم ساروا عن المخرف إلى قرى أخرى في خولان، ورجع فيضي والأتراك بعد يومين إلى صنعاء، ورجع الوالد حمود بن محمد بعد مفارقة أهل حاشد له نحو حضرة الإمام، وقد كان سار القاضي حسين بن أحمد العرشي في عصابة من خولان ليلا إلى قرية سيان من بلاد سنحان، فأحاط بدار شيخ مشايخها السيد محمد بن يحيى هاشم حتى خرج إليها مستسلما، فعاد به نحو خولان ثم أرسله إلى حضرة الإمام إذ كان السيد المذكور من أعوان الترك، فأبقاه الإمام سنوات بمدينة شهارة ثم أطلقه وقد أمن شره وإضراره بالناس.
Page 124