كن كزيد فأنت مهجة زيد .... تتخذ في الجنان ظلا ظليلا قاتل عليه السلام مع والده ولم يثنه ما أصاب والده أيام هشام بن عبد الملك من القتل والصلب والإحراق، وإنما دفعه إلى أن يتمم رسالة والده بالخروج على الظلم، فخرج من الكوفة إلى خراسان باحثا عن أنصار لدعوته، ثم إلى سرخس داعيا إلى نفسه، متابعا دعوة أبيه، ولما تنامت حركته إلى مسامع هشام كلف نصر بن سيار عامله على العراق ليهتم بأمره ومتابعته، وتقصي حركاته، فتابع الإمام إلى بلخ والذي تمكن عاملها من تتبع الإمام وسجنه، وتقييده بالسلاسل إلى أن توفي هشام بن عبد الملك (125ه) وتولى بعده الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك (125-126ه)(1) فأمر بإطلاق سراحه خوف الفتنة، وحينها قدم إليه الشيعة يبايعونه، ويستنهضونه، وخرجوا إلى نيسابور التي جهز فيها نصر بن سيار جيشا كبيرا لمقاتلته، وتمكن الإمام يحيى بن زيد مع أصحابه من الانتصار عليهم، والانتقال إلى بلخ، ثم إلى الجوزجان التي حوصر فيها بجيش كبير، وقاتل ثلاثة أيام بشجاعة ليفوز بعدها بعز الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله، وحز بعدها رأسه الشريف وأرسل إلى الوليد بن يزيد والذي بعث به إلى المدينة ليرهب كل مناوئيه، وأظهر أهل خراسان عليه النياحة ولم يولد لهم ولد حينها إلا سمي يحيى أو زيد، وصنعوا من القيد الذي قيد به خواتم للتبرك بها، ومع حداثة سنه عليه السلام فقد عاش مجاهدا مطاردا من قبل الأمويين وأشياعهم، مقاتلا لهم، ولم يتزوج ولم يعقب، ومزار الإمام يحيى بن زيد مشهور ومقام إلى تاريخنا المعاصر في منطقة جوزجان شمال شرق إيران والتي تبعد مسافة 62 كم من مدينة مشهد شرقا، وقد تم تجديده عام 1995م، وحوله مسجد يقصده الزوار في جميع المناسبات الدينية.
Page 13