والداه عليهم السلام
أمه زينب بنت عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، وهي ووالده علي بن الحسن المثلث كان يقال لهما: الزوج الصالح، وكان أبوه يدعى الأغر والعابد، وهو ممن حبسهم أبو جعفر المنصور في محبس الهاشميين، وكانوا في المحبس لا يعرفون مواقيت الصلاة إلا بوظائفه من العبادة وقراءة القرآن، وكانت عليهم قيود ثقيلة في المحبس، وعندما نحلت أجسادهم بسبب طول فترة الحبس، كانوا يخلعونها فإذا أحسوا بالحرس ردوها، وأبى عليه السلام أن يحل قيده، فقال له عمه عبد الله الكامل بن الحسن المثنى (ع): مالك لا تحل قيدك؟ فقال: لا أفعل حتى ألقى الله عز وجل فأقول: يا رب سل أبا جعفر لم قيدني؟ فضجر عبد الله الكامل (ع) ضجره فقال: يابن أخي ادع على أبي جعفر فقال: يا عم إن لأبي جعفر منزلة في النار لا يبلغها إلا بما يوصل إلينا من الأذى، وإن لنا منزلة في الجنة لا ننالها إلا بهذا أو أبلغ منه، فإن شئت أن أدعو الله تعالى أن يضع من منزلتنا في الجنة وأن يخفف عن أبي جعفر من منزلته في النار فعلت، فقال: بل نصبر(1).
وتلاحظ هنا قوة إيمانهم بالله عز وجل، وإيمانهم بصدق الوعد والوعيد، ولولا ذلك الإيمان ما استطاعوا تحمل الأذى والاضطهاد في سبيل الله تعالى.
Page 28