الرسالة الثانية والتسعون
أي شارلوت العزيزة
كانت هذه المسدسات في يديك، وقد نفضت عنها الغبار، لقد جلوتها من أجلي، فالسماء تحبذ مشروعي.
أجل، على يديك اللتين أنفذتا إلي هذه، كنت دائما أرجو أن ينتهي أجلي. آه يا شارلوت! إن الأجيال لن تمحو الأثر، وأنا واثق أنك لا تستطيعين كره الرجل الذي يعبدك بهيام حتى في دقائقه الأخيرة.
وبعد أن تناول طعام العشاء، طلب فرتر إلى خادمه أن يحزم الحقيبة، ثم أتلف بعض الأوراق، وخرج يوفي ديونا صغيرة عليه في الجهة المجاورة، ثم عاد سريعا ولم يأبه بالمطر، فخرج إلى حديقة الكونت ثم إلى البرية، وانقلب إلى داره ليلا وتناول قلمه ثانية.
الرسالة الثالثة والتسعون
عزيزي ولهلم
رأيت الآن الحدائق لآخر مرة، وكذا الحقول والجبال والسماء، الوداع! عز أمي العجوز الحبيبة بقدر ما تستطيع ولتكافئك السماء. لقد رتبت كل شئوني، وسنلتقي في عالم آخر أكثر سعادة وسرورا.
ألبرت! عفوك واصفح عني؛ فقد عكرت هناءك البيتي، لقد أزعجت هدوء أسرتك، وأفسدت الثقة التي كانت بينك وبين شارلوت، على أنني أثق أن موتي سيزيح من طريق سعادتك كل عثرة.
آه ألبرت! أحب شارلوت، ولتبارككما السماء!
Unknown page